جولدمان ساكس يتوقع ارتفاعًا ملحوظًا باليورو هذا العام ويشرح معطيات ستؤدي لذلك

لا يخفى على أحد أن اليورو يعيش مؤخرًا أسوأ أيامه، إذ تدهور لأدنى مستوى في عامين أمام الدولار، بعدما اعتُبرت تصريحات أدلت بها رئيسة المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد"، مؤشرا على أن البنك لن يتعجل في رفع أسعار الفائدة.

وعلى وقع تلك التصريحات تراجع اليورو إلى 1.0758 دولار وهو أقل مستوى منذ أبريل/ نيسان 2020.

ونفت "لاجارد" وجود إطار زمني واضح لموعد بدء رفع سعر الفائدة، وأضافت أن الأمر قد يتراوح بين أسابيع وعدة أشهر بعد إنهاء حزم التحفيز. وتابعت قائلة "سنتعامل مع أسعار الفائدة عندما نصل لتلك المرحلة".

وأكد البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس الماضي، خططه لإنهاء برنامج التحفيز في الربع الثالث، خوفا من أن يترسخ التضخم المرتفع، حتى في الوقت الذي تركت فيه الحرب في أوكرانيا آفاق الاقتصاد والنمو في حالة من عدم اليقين على نحو استثنائي.

بنك أمريكي شهير يطرح رأيًا لافتًا... هل تنطبق مقولة اطمع عندما يخاف الناس؟

على الصعيد الفني، فقد تم تداول زوج اليورو/ دولار في الفوركس على انخفاض حاد منذ بداية فبراير/ شباط الماضي. وكان اليورو قد اقترب بالفعل من مستوى 1.15 دولار في بداية ذلك الشهر. ثم اقترب بعد ذلك من عتبة 1.08 مرتين، في 7 مارس/ آذار، وفي 13 أبريل/ نيسان، حيث كوّن بذلك نمط قاعين مزدوجين على الرسم البياني اليومي مما يشير إلى أن زوج اليورو / دولار الأمريكي بدأ يستعد للتعافي، وفقًا لخبراء التحليل الفني.

وقد كان هذا أيضًا هو رأي بنك الاستثمار الأمريكي الشهير "جولدمان ساكس"، في مذكرته التحليلية التي نُشرت مؤخرًا.

وقال البنك: "ما زلنا نتوقع ارتفاع سعر اليورو خلال العام، وما يزال البنك المركزي الأوروبي على المسار الصحيح في خططه لرفع أسعار الفائدة (يتوقع اقتصاديونا الآن رفع الأسعار للمرة الأولى في سبتمبر/ أيلول)، كما أن التدابير المالية وأي إجراءات تدخل شبه مالية للبنك المركزي من شأنها أن تساعد في التخفيف من آثار ارتفاع الأسعار على الاقتصاد والأسواق ".

وتابع البنك "ذكرت بلومبيرج يوم الجمعة (4/8)، على سبيل المثال، أن البنك المركزي الأوروبي قد يطور أداة جديدة لدعم أسواق السندات السيادية في أوقات التوتر".

وفي ملاحظة تحذيرية، يوضح "جولدمان ساكس" أنه "على الرغم من أن اليورو يقدم أساسيات إيجابية، إلا أننا نعتقد أن أي انتعاش لابد أن يعتمد على التطورات السياسية، ولا سيما الانتخابات الفرنسية والحرب في أوكرانيا".

أخيرًا، فيما يتعلق بمستويات المقاومة المحتملة في طريق صعود زوج اليورو مقابل الدولار EUR / USD، فإن المستوى النفسي 1.10 سيكون أول مقاومة مهمة، وبعد ذلك سيواجه مقاومة عند 1.11 - 1.1130، ثم المستويات 1.1185-1.12، حيث يقع حاليًا المتوسط المتحرك لفترة 100 يوم.

ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة آخر مرة منذ أكثر من عقد من الزمان وأبقى سعر الفائدة على الودائع عند سالب نصف بالمئة منذ عام 2014.

ويتخلف البنك المركزي الأوروبي بالفعل كثيرا عن نظرائه الرئيسيين فيما يتعلق بأسعار الفائدة، إذ بدأ العديد منهم بالفعل في رفعها منذ العام الماضي.