روسيا تعقد صفقات لبيع الغاز باليوان الصيني ليكون بديلًا آخر عن الدولار
صرّح نائب رئيس الوزراء الروسي "ألكسندر نوفاك"، بأن بلاده تعمل على اعتماد اليوان الصيني في المعاملات التجارية، مؤكدًا أنهم قد عقدوا صفقاتٍ بالفعل لبيع الغاز والفحم الروسي بعملة اليوان الصيني.
وكانت هذه بادرة إضافية في سياق التوجه الروسي للرد على عقوبات فُرضت على الحكومة ورجال الأعمال الروس، من طرف الولايات المتحدة والغرب، بسبب حرب أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/ شباط.
وكانت روسيا قد بدأت باعتماد هذا الأسلوب في تحدي ومعاندة المعسكر الغربي، منذ أن ردت على العقوبات الغربية بإبلاغ الدول الأوروبية بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل للدول "غير الصديقة".
وقبل أيام، أعرب "نوفاك" عن ثقته في أن أوروبا ستدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية أبدت موافقتها على القرار الروسي.
وقال "نوفاك": "الدول والشركات الأوروبية المستهلكة للغاز الروسي تدرس حاليًا اعتماد الروبل لدفع ثمن هذا الغاز".
ووفقًا للمرسوم الذي وقعه "بوتين" بخصوص الدفع بالروبل، سيتعين على العملاء في البلدان "غير الصديقة" فتح حسابات بالعملة الروسية في البنوك الروسية.
ويشار أيضًا إلى أن قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بهذا الشأن دخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أبريل/ نيسان الجاري.
هل من المنطقي والممكن للروس الاستغناء عن الدولار والاعتماد على الروبل بالكامل؟
أفضل إجابة على هذا السؤال طرحها "أليكسي كودرين"، رئيس غرفة المحاسبة الروسية، حين قال إن "التسويات بالروبل ممكنة فقط مع البلدان ذات المصلحة... نظرًا لأن الروبل فقد وضع العملة القابلة للتحويل بحرية، فلن يكون من الممكن تحويل كل التجارة الخارجية إلى هذه الحسابات."
وقال "كودرين"، في تصريحات صحافية أدلى بها مؤخرًا، رداً على سؤال حول إمكانية توسيع تجارة روسيا مع الدول الأخرى بالروبل: "عادة ما تتم التسويات بالعملات الوطنية بين الاقتصادات، التي تهتم بشكل متبادل بالسلع المشتركة، الروبل الروسي ليس عملة احتياطية ولم يعد عملة قابلة للتحويل بحرية".
وأضاف: "أود أن أذكركم أنه منذ منتصف عام 2006، أصبح الروبل عملة قابلة للتحويل بحرية، التي تمتلكها فقط حوالي 25 دولة في العالم، حتى اليوان ليس عملة قابلة للتحويل بحرية. لكننا فقدنا هذا الوضع منذ بدء العملية الخاصة بسبب العقوبات المفروضة، عندما فرض المصرف المركزي (الروسي) عدداً من القيود على حركة العملات".
وأردف كودرين: "في مثل هذه الحالات، يرتبط انتشار العملات فقط بالمصالح المشتركة للدول في تجارة السلع المتبادلة. ومن المحتمل أن يشارك المهتمون بالروبل شراء السلع الروسية في هذه العمليات".
في الوقت نفسه، وفقًا لرئيس غرفة المحاسبة، لن يكون من الممكن استبدال جميع التجارة الخارجية بمدفوعات الروبل بالكامل، مضيفا أنه "لا يمكن القول إن مثل هذا الدوران يمكن أن يحل محل جميع علاقاتنا مع جميع البلدان التي نعمل معها لأن معظم البلدان، وشركاءنا الاقتصاديين ما زالوا مهتمين بالحفاظ على المدفوعات بعملات مشتركة أكثر استقرارًا".
وأكد "كودرين"، أن الدولار لا يزال العملة الرئيسية للتسويات حتى بين الدول التي لا علاقة لها بالولايات المتحدة، لكنه أقر، بأن دور الروبل سينمو تدريجياً.
وختم بالقول إن "الروبل سيزيد من دوره تدريجياً، خطوة خطوة. أكرر: ببطء، خطوة خطوة، حيث تصبح الدول مهتمة بالتجارة المتبادلة".