الين الياباني يهوي إلى أدنى مستوى منذ 20 عامًا بعد أن كان ملاذ العالم الآمن

وصلت عملة اليابان إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار الأمريكي منذ 20 عامًا، وذلك في تداولات اليوم الأربعاء، مواصلةً بذلك سلسلة الانخفاضات الأخيرة، التي برزت بشدة مع اتساع الفجوة بين السياسة النقدية المتساهلة للغاية في اليابان وتشديد الفيدرالي الأميركي.

وعلى الرغم من سمعة الين الياباني الحسنة، على أنه ملاذ آمن تقليدي وقوي بين العملات، إلا أن حالة عدم اليقين التي أججتها الحرب الروسية في أوكرانيا لم تخلق زخما على الين.

وبدلاً من اللجوء إلى الين كملاذ آمن كالعادة على مر السنوات السابقة، أدت تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو سياسة نقدية أكثر تشددا وصدمة ارتفاع أسعار النفط في اليابان - وهي مستورد رئيسي للوقود الأحفوري - إلى دفع العملة للانخفاض، كما يقول المحللون.

وقد بلغ الدولار الوحد 126 ين، في حوالي الساعة 0630 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء، وهو أدنى سعر منذ العام 2002.

وتعليقًا على ذلك، صرّحت المجموعة المصرفية الهولندية "آي إن جي" في بيان نُشر الأسبوع الماضي بأن: "الين الياباني كان من أضعف العملات هذا العام".

وأضافت: "كان السبب وراء ذلك، موجة التشديد من بنك الاحتياطي الفيدرالي، وتشاؤم بنك اليابان، وصدمة معدلات التبادل التجاري السلبية للبلاد بصفتها مستوردًا رئيسيًا للوقود الأحفوري".

الجدير بالذكر في هذا السياق، أن الين قد خسر بالفعل 10% من قيمته مقابل الدولار في العام 2021 بعد أربع سنوات من القوة.

ولم يعلق رئيس الوزراء الياباني "فوميو كيشيدا" بشكل مباشر على انخفاض الين عندما سُئل عن ذلك يوم أمس الثلاثاء، لكنه شدد على أهمية الاستقرار في أسعار الصرف الأجنبي.

وقال في معرض حديثه عن الموضوع: "سأمتنع عن التعليق على مستوى أسعار الصرف، لكن استقرارها مهم وأعتقد أن التقلبات السريعة غير مرغوب فيها".

لماذا كان العالم يثق بالين الياباني كملاذ آمن؟

على مر الأعوام السابقة، لطالما كان الين الياباني يعتبر ملاذا آمنا رئيسياً، وكان هو العملة الآسيوية الوحيدة التي اكتسبت قيمة وأثبتت جدارتها خلال أزمات اقتصادية عديدة على مر التاريخ، مما صنع للين ثقلًا في ميزان القوة في أسواق العملات.

وبشكلٍ عام، يعتبر الين الياباني ملاذًا آمنًا لأنه غالباً ما يتم تفضيله على الدولار عندما تتعرض الأسهم الأمريكية والسندات الحكومية للتقلبات.

وقد برز الاقتصاد الياباني كموضع ثقة واعتراف بعد الحرب العالمية الثانية، حين أعاد النظام الياباني هيكلة الاقتصاد، مما سمح له بمواكبة الاقتصادات العالمية الرئيسية الأخرى.

أما حالياً، فيحظى بنك اليابان باحترام كبير وأصبح الين أحد أقوى العملات في العالم، على الرغم من التدخل الحكومي المستمر في أسواق العملة هناك.

إلى جانب كل ما سبق ذكره، اكتسب الين سمعة كملاذ آمن بسبب ارتفاع الفائض التجاري لليابان. إذ أن قيمة الأصول الأجنبية التي يمتلكها المستثمرون اليابانيون أعلى بكثير من الأصول اليابانية التي يمتلكها الأجانب، وهذا يعني أنه عندما تصبح الأسواق محفوفة بالمخاطر، يترك المال الاقتصادات الأخرى ويعود إلى الأسواق المحلية، مما يقوي الين.