الفرق بين المضارب والمستثمر... مصطلحات هامة في عالم المال

لو أردنا أن نطرح تعريفًا بسيطًا مقتضبًا في البداية فيمكن القول، إن الاستثمار هو القيام بشراء سهم شركة أو أصل ما ثم الاحتفاظ به لفترة طويلة بهدف زيادة قيمته تدريجياً خلال تلك الفترة.

بينما يمكن اعتبار المضاربة أنها معاملة قائمة على المخاطرة حيث يكون الغرض الوحيد هو تحقيق ربح من تلك الصفقة التي عادة ما تكون قصيرة الأجل وغالبًا ما تكون معاملة واحدة. 

كيف يعمل المستثمر؟

يخصص المستثمرون بعض أموالهم لشراء الأصول واستثمارها على أمل أن يحصّلوا دخلًا ثابتًا أو أن ترتفع قيمته في المستقبل. ويُستخدم المصطلح على نطاق واسع لأنه ينطبق على كل من يرغب في تأسيس مستقبله المالي.

يشتري المستثمر عادةً حصة من شركة ما (سهم)، أو كمية من سلعة ما (كالذهب)، أو عملة وطنية أو رقمية، على أمل أن تزيد قيمة هذا الأصل المالي ليس الآن أو بعد شهر، لكن ربما بعد سنة أو سنتين أو أكثر.

لا يقتصر مفهوم الاستثمار على عالم البورصة والتداول فقط، بل يمكن أن يشمل جوانبًا أخرى. والأصل أن الاستثمار هو التنمية، فكل عمل يتضمن تنمية لرأس المال يمكن اعتباره استثمارًا.

ما المضاربة إذن؟

ليس من الصواب حصر مصطلح المضاربة في قالبٍ واحد، لكنها تشير عمومًا إلى شراء الأصول قصيرة العمر وتحقيق ربح سريع منها. وأهم ما يميز هذه العملية أنها تنطوي على مستوى عالٍ من المخاطرة وعدم اليقين بشأن العائدات، فهي عبارة عن لعبة احتمالات.

عادة ما يتخذ المضاربون قراراتهم عندما تكون الاحتمالات لصالحهم، والجزم بذلك على وجه اليقين هو أمر نادر، فدائما ما تتم هذه العملية في جو من المخاطرة والارتباك.

لكن في حالة ما إذا لعب الحظ لصالح المضاربين، فسيتمكنون من كسب مبالغ قد تكون ضخمة جدا على حسب الرهان.

بالرغم من الآراء السلبية حول المضاربة، الا أنها توفر السيولة المطلوبة بشدة في السوق، وهي أمر ضروري لتحقيق مستوى الكفاءة. في قطاع السلع مثلا، لا يمكن الاعتماد على شركات الأغذية والمزارعين ذوي القدرة المحدودة على الاستثمار وتحمل المخاطر لتوفير سيولة عالية.

مواضع الفرق بين المستثمر والمضارب:

  1. الفرق الأول هو في المدة الزمنية التي يحتفظ المتداول بأصوله المالية خلالها، وتجاوزًا يمكن القول إن الاحتفاظ بأي أصل مالي لأكثر من سنة يعتبر استثمارًا.
  2. تنطوي المضاربة على مستويات مخاطرة مرتفعة، وتعتبر المضاربات منخفضة المخاطرة أقل ربحًا وغير ذات جدوى. بينما يعتبر الاستثمار عملية متوسطة المخاطرة.
  3. يتداول المستثمرون في أموالهم الخاصة، بينما يفضل المضاربون التداول بأموال مقترضة.
  4. يتوقع المستثمر أن يستفيد من نمو الأصل المالي وتطوره مع الزمن، بينما يركز المضارب على تقلبات السوق السريعة نتيجة العرض والطلب.
  5. يبحث المستثمر جيدًا في تفاصيل الأصل المالي الذي سيخوض غمار التداول فيه فلا يتورط بأي مشاريع غير ذات جدوى أو ذات مستقبل غامض، بينما يركز المضارب على أمور أخرى كالتحليلات الفنية وحجم السوق وكثافة التداول لاتخاذ قرارات الشراء والبيع.
  6. يتوقع المستثمر خسارة ضئيلة أو أرباحًا معتدلة، بينما يخشى المضارب على الدوام من خسائر كبيرة ويترقب أرباحًا ضخمة.