تكاليف معيشة العائلة السورية من 5 أفراد تصل لأرقام مرتفعة لم يسبق لها مثيل

بحسب أحدث البيانات الواردة، فقد ارتفعت تكاليف معيشة الأسرة السورية بنحو 600 ألف ليرة خلال الربع الأول من العام الجاري، بعد القفزات السعرية وتراجع سعر الصرف وتسجيل الدولار نحو 3900 ليرة سورية في العاصمة السورية دمشق.

ويشير مركز "قاسيون" للأبحاث بدمشق، الذي قام بدراسة واستخراج هذه البيانات، إلى أن متوسط تكاليف المعيشة للأسرة السورية قفز في شهر رمضان إلى 2.8 مليون ليرة، في حين يبلغ متوسط الدخل الشهري 92,970 ليرة سورية. وبذلك تكون الأجور هي 3.2% فقط من وسطي معيشة الأسرة

ويعتمد مركز "قاسيون" لحساب الحد الأدنى لتكاليف المعيشة على سلة الغذاء الضروري وفق ما صاغها مؤتمر الإبداع والاعتماد على الذات للاتحاد العام لنقابات العمال، والتي يحصل من خلالها المواطن المنتج على السعرات الحرارية التي تكفل له الحياة وإعادة إنتاج قوة عمله من جديد.

ويبين المركز السوري أن تكاليف الغذاء تمثّل 60% من مجموع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة، بينما تمثل الـ 40% الباقية الحاجات الضرورية الأخرى للأسرة (تكاليف سكن، ومواصلات، وتعليم، ولباس، وصحة، وأدوات منزلية، واتصالات... وغيرها).

ويقدر المركز خلال نتائج بحثه، الصادر في 3 نيسان 2022، نسبة ارتفاع الخضر خلال عام بنحو 122% في حين بلغت نسبة ارتفاع الفواكه 195% واللحوم 24% والحلويات 25%.

وارتفعت تكاليف الحد الأدنى للحاجات الضرورية الأخرى التي تشكل 40% من مجموع تكاليف المعيشة (مثل السكن والمواصلات والتعليم واللباس والصحة وأدوات منزلية واتصالات... وغيره) من 506,740 ليرة في كانون الثاني إلى 715,095 ليرة في آذار، أي أنها ارتفعت بمقدار 41% أيضاً خلال ثلاثة شهور.

وأمام كل هذه الأرقام البعيدة للغاية عن رواتب السوريين وقدراتهم الشرائية، يشير الأهالي إلى أنهم يتمكنون من البقاء على قيد الحياة إما عن طريق الاستناد على الحوالات الخارجية، أو عبر العمل لساعات طويلة وتوظيف أكبر عدد ممكن من أفراد الأسرة للقيام بوظيفة الإعالة مع نظام تقشفي شديد.

ما الذي يحدث في البلد وما السبب؟

يعزو عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق "محمد الحلاق"، السبب إلى التضخم العالمي وارتفاع أسعار النفط، وزيادة الأسعار التي طالت الصناعي والتاجر قبل المستهلك، مضيفاً خلال تصريحات أدلى بها مؤخرًا، أن البلاد تشهد طفرات بالأسعار، ولا سيما على المواد الغذائية، بسبب ارتفاع أجور النقل وقلة المحروقات عالميا وارتفاع التصنيع والتوريد.

وأشار إلى أن ما يحدث هو غلاء شديد "لم تشهده سورية خلال أكثر من 30 عاما في قطاع التجارة".

بينما يرد الاقتصادي السوري "محمود حسين"، خلال تصريح لصحيفة "العربي الجديد"، على عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، بأن أجور العاملين في كل دول العالم أعلى من دخل السوريين، وجميع دول العالم توقف تصدير بعض السلع عندما تحتاجها أسواقها المحلية، إلا سورية مستمرة في تصدير الخضر والفواكه والخراف، رغم الحاجة القصوى وارتفاع الأسعار.

ويضيف "حسين" أن مبررات رجال الأعمال التي تساعد الحكومة على التنصل من مسؤوليتها بعيدة عن المنطق والواقع، قائلا: "نحن لا ننكر الأزمة العالمية، لكننا نطالب بضبط الأسواق وتحسين معيشة المواطن".