توطين الخبز يثير استياءً وسخطًا واسعًا في دمشق بعد يومين من تطبيقه
رغم كل الجدل الدائر حول الأمر والانتقادات التي طالتها هذه الآلية، فقد تم مؤخرًا تطبيق قرار توطين الخبز في دمشق وريفها، بعد سلسلة طويلة من التأجيلات، لتختار الجهات المعنية أكثر وقتٍ حرج بالنسبة للناس في شهر رمضان، وتباشر فيه بتجربة الآلية الجديدة.
كما المتوقع، كانت أغلب ردود الفعل الشعبية على القرار سلبية ومستاءة، بالتوازي مع وجود العديد من الثغرات التي لم تعالجها الوزارة قبل تطبيق الآلية والاستفسارات التي لم توضحها عقب صدور القرار المفاجئ.
واعترض الناس بالذات على أن توقيت صدور القرار لم يكن مناسباً، خصوصاً أنه جاء خلال شهر رمضان، وكان يجب التمهيد له قبل أيام وألا يصدر بشكل مفاجئ.
وأشار آخرون إلى أن نسبة من الأهالي لم يحصلوا على مخصصاتهم من أفران دمشق أمس لأن بطاقتهم صادرة من ريف دمشق أو من محافظات أخرى قريبة مثل درعا والسويداء.
واشتكى البعض من أنهم لم يستطيعوا التسجيل خلال الفترة الماضية عند معتمد في حيهم أو أماكن سكنهم بسبب إغلاق باب التسجيل، لذا لجأوا إلى التسجيل في أماكن بعيدة عن أماكن سكنهم.
وتخوف الناس من عدم الحصول على مخصصاتهم كاملة بسبب تعمد بعض المعتمدين عدم إعطاء المواطن مخصصاته كاملة تحت ذريعة التوزيع لجميع المسجلين لديهم ومن أجل بيع الفائض بسعر مرتفع.
كما اشتكى مواطنون يقطنون في ريف دمشق من قلة الأفران لديهم، وأحياناً وجود فرن واحد يخدم مدينة بأكملها، وعدم التمهيد لهم من الوزارة بتوقيت البدء بالتوطين في محافظتهم قبل مدة من أجل حجز دور عبر برنامج "وين" عند معتمد قريب من أماكن سكنهم.
من الممكن توطين كل المواد... إلا الخبز كان لا ينبغي المساس به:
يرى عضو مجلس الشعب "زهير تيناوي"، أنه من الممكن توطين كل المواد عدا مادة الخبز باعتبارها مادة حيوية، لافتاً إلى أن عملية نقل الخبز أكثر من مرة من الفرن إلى المعتمدين تعرض رغيف الخبز للتلف.
وأشار في معرض تصريحاته لصحيفة محلية، إلى أن مادة الخبز تعبأ في الأفران من دون أن تبرد ويتم تكديسها فوق بعضها عند نقلها إلى المعتمد وهي غير خاضعة بشكل نهائي لشروط التبريد الصحيحة وشروط التخزين والنقل.
وأكد أنه عندما تصل المادة إلى المعتمد لا يقوم بوضعها بأماكن خاصة وبوضعية صحيحة إنما يتم وضعها عند معظم المعتمدين على الأرض قبل بيعها.
وبيّن "تيناوي" أن عدم الالتزام بالشروط الصحيحة وعدم وضع ضوابط لنقل الخبز وتخزينه ووضعه في أماكن صحية مخصصة لهذا الغرض، سيساهم بتلف مادة الخبز وعدم صلاحيتها للاستهلاك، الأمر الذي سيؤدي إلى هدر كميات كبيرة من مادة الخبز رغم ارتفاع أسعارها.
وتساءل "لماذا اختارت وزارة التموين شهر رمضان للبدء بتوطين الخبز؟"، لافتاً إلى أنه منذ استلام "عمرو سالم" الوزارة وحتى الآن لم يستطع إيجاد وسيلة صحيحة لإيصال المادة إلى المواطن بأيسر السبل وأسهلها، بل على العكس، كلما تم الحديث عن طريقة جديدة لبيع المادة شهدنا اشتداداً للأزمة وازدياداً لحالة الازدحام.
وأوضح أن التفاوت في نوعية الخبز بين الأفران الخاصة والحكومية سببه سوء صناعة رغيف الخبز ولم يتم إيجاد حل لهذا الأمر حتى الآن.
واعتبر بأنه بعد صدور قرار التوطين سينتقل الازدحام من الأفران إلى المعتمدين، وأن توقيت صدور القرار لم يكن مناسباً والعملية لم تكن مدروسة، ودائماً الارتجال هو سيد الموقف في وزارة التموين.