حملة على البسطات في حلب تحرم 1000 عائلة من رزقها في شهر رمضان
قام مجلس مدينة حلب بإزالة البسطات الكائنة في باب جنين بمركز المدينة مع قدوم الشهر الفضيل، مستهدفًا بذلك مصدر الرزق الوحيد لـ 1000 عائلة سورية خلال شهر رمضان، في خطوة أثارت غضب واستياء أصحاب البسطات والأهالي لكونها اتخذت في توقيت غير مناسب بتاتاً.
في التفاصيل، فقد فوجئ أصحاب البسطات في باب جنين، والتي تستقطب معروضاتها المختلفة لاسيما من الخضار والفواكه أبناء المدينة نظراً إلى رخص أسعارها، بدوريات مجلس المدينة وهي تقتحم السوق لإزالة البسطات على اعتبار أنها مخالفة.
وتسببت الطريقة التي دخلت بها الدوريات بحالة من الارتباك والسخط لدى الباعة الذين لم يجدوا باب مسؤول يشكون له همهم لكونهم الحلقة الأضعف في سلسلة القرارات والتعاميم التنظيمية.
وفي معرض رده على هذه الخطوة، برر مجلس المدينة إجراءه بضرورة تموضع البسطات داخل البراكات المرخصة بشكل نظامي داخل سوق باب جنين، وهي التي جرى تخصيصها إبان إزالة الأكشاك من شوارع المدينة قبل حوالي 7 سنوات.
ثم اتهم أصحاب البسطات بالتسبب بالازدحام وإعاقة حركة مرور الأشخاص والسيارات ضمن المنطقة التي تشهد ازدحاماً كبيراً بسبب موقعها وارتياد المتسوقين إليها لشراء مستلزماتهم من الخضار والفواكه والألبان والأجبان والمواد الغذائية.
وقد تسببت هذه الإجراءات بحدوث خلافات وفتن بين أهالي المنطقة، حيث اتهم بعض أصحاب البسطات، أصحاب المحال التجارية في باب جنين، بأنهم وراء شن حملة البلدية لإزالة بسطاتهم "لأنهم المستفيد الوحيد من العملية" كما يعتبرون.
وتساءل آخرون عن مغزى تشدد البلدية في تنفيذ قراراتها السابقة مطلع شهر الصوم وتراخيها عن ذلك في الفترة الماضية، فلو أنها لجأت إلى تنظيم البسطات والاعتناء أكثر بنظافة الشوارع وترحيل القمامة ووضع ضوابط لذلك، لكان أكثر جدوى من المخاطرة بمصدر قوت الناس.
وقد تفاعل الأهالي مع ذلك منددين بمبادرة مجلس المدينة بحرمان أصحاب البسطات من أشغالهم من دون إيجاد مكان بديل لهم يضمن مزاولة عملهم وحصولهم على المال الذي يستر أوضاعهم المعيشية ويكفل رزق عيالهم. خصوصًا أن ذلك جاء في وقت الناس أحوج فيه لفرص عمل تقيهم البطالة والفقر والجوع.
وطالب البعض أن يتم السماح لأصحاب البسطات بالعودة إلى مواقع عملهم خلال شهر رمضان فقط نظراً لخصوصية الشهر الفضيل، على أمل حل مشكلتهم بشكل جذري لاحقًا عبر تخصيصهم ببراكيات في مواقع أخرى مناسبة وذات جدوى تضمن استمرارهم بعملهم
ويعمد مجلس المدينة بين الحين والآخر إلى شن حملات تستهدف البسطات غير المرخصة في أحياء المدينة المختلفة، وبخاصة الواقعة في وسطها التجاري، كما حدث في شارع التلل وحي الجميلية، إلا أنها تعود لممارسة عملها المعتاد بسبب ضعف الرقابة عليها.