أحدهم أغنى رجل في روسيا... 10 أثرياء روس يخشى الغرب فرض العقوبات عليهم

بينما يتحدث الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية عن العقوبات التاريخية التي فرضها العالم على روسيا، فقد كشف تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن نصف الأوليغارشيين الروس المقربين من "بوتين" لم تشملهم العقوبات الغربية على الإطلاق.

والمفاجأة الأكبر أن من بين أولئك غير المشمولين بالعقوبات، كان أغنى رجل في البلاد "فلاديمير بوتانين"، فيما نجح حتى الذين كانوا موضوع تلك العقوبات أن يخفّفوا آثارها، أو يفلتوا منها بحيل قانونية.

وبالمجمل، فقد بلغت قيمة أضرار الأوليغارشيين الروس من هذه العقوبات نحو 200 مليار دولار، مع أنها لم تشمل إلا نصف تلك الشخصيات.

ما السر وراء عدم تجرؤ الغرب على معاقبة نصف الأثرياء المقربين من بوتين؟

تقول "بلومبيرغ" إن استثناء هؤلاء الأوليغارشيين من العقوبات، يعود إلى كونهم يعملون في قطاعات السلع الأساسية العالمية الحيوية، ويملكون حصصاً كبيرة في الشركات الكبرى التي تزوّد الدول الغربية، وبالتالي لم يُعاقَبوا لعدم إضرار اقتصادات تلك الدول.

بعبارة أخرى، فإن هؤلاء الروس متوسعون وواصلون لدرجة أن العقوبات التي تفرض في حقهم ستكون عقوبات على الدول والسلع التي شملتها استثماراتهم حتى.

وعلّق رئيس وحدة العقوبات بوزارة الخزانة الأمريكية "جون سميث" على الأمر قائلاً: "يجب أن يكون الهدف الأساسي للعقوبات أن نُلحِق الضرر (بالنظام الروسي) أكثر مما نؤذي أنفسنا".

وعلى رأس هذه الموارد الأساسية التي يسيطر عليها الحيتان الروس في العالم يقبع الغاز، الذي يختلف الأوروبيون حوله مقاطعته. كذلك قطاع المعادن كالنيكل، وصناعات الحديد والصلب.

ومن أهم أولئك الأوليغارشيين الذين لم يخضعوا للعقوبات "فلاديمير بوتانين"، وهو أغنى رجل في روسيا وإمبراطور شركات ومناجم النيكل، إذ يملك ثروة تقدر بـ 27.1 مليار دولار.

لدينا أيضًا "ليونيد ميخلسون"، الرئيس التنفيذي لشركة "نوفاتيك" مزود الغاز الروسي غير المملوك للدولة، وتبلغ ثروته 21 مليار دولار.

إضافة إلى ذلك، لم تطل العقوبات أوليغارشيَّين آخرَين يشتغلان في قطاع النفط والغاز، هما "ليونيد فيدون" و "فاجيت إليكبيروف".

وفي مجال الزراعة كل من "فياتشيسلاف كانتور" المساهم الأكبر في شركة "آركون" الروسية المنتجة للأسمدة، و "أندري جوريف" أكبر مساهم في "فوساغرو" أكبر شركة مصنعة للأسمدة الفوسفاتية في أوروبا.

حتى المعاقبون لا يسهل خنقهم كما قد يتصور البعض:

ما عدا الشخصيات التي ورد ذكرها أعلاه، طالت العقوبات آخرين لكنهم تحايلوا للإفلات منها. أحدهم "عليشر عثمانوف" الذي نجح في التهرب من العقوبات بتحويل أصوله المالية والعقارية إلى ملكية أفراد عائلته، بالتالي سيكون تنفيذ تلك العقوبات على "عثمانوف" رهينة القدرة على تحديد ارتباطه بملكية تلك الأصول، بما سيجعل لجنة العقوبات أمام تحدٍّ قانوني كبير قد يحرجها إذا تفادته.

وردّ ناطق رسمي باسم "عثمانوف" على استفسارات صحيفة الغارديان البريطانية في هذا الصدد، بأن الملياردير لا يملك تلك الأصول، وأن معظم ممتلكات الملياردير ويخته "حُوّلت منذ فترة طويلة إلى صناديق ائتمانية غير قابلة للإلغاء".

وارتبط اسم "عثمانوف" بعدد من الفضائح المالية، آخرها كان فضيحة أوراق "بارادايس" وتسريبات كريدي سويس. وكشفت تلك التسريبات أن شقيقة الأوليغارشي الروسي "سودة نارزييفا"، تملك 27 حساباً في البنك السويسري، أحدها بقيمة مليارَي دولار.

ويرجح مراقبون أن هذه الحسابات مرتبطة بأعمال شقيقها، إذ لا يمكن لوظيفتها الرئيسية كطبيبة نساء بمستشفى في طشقند أن توفر لها كل تلك الثروة.