حكم بالسجن 40 ألف عامًا يصدر بحق أكبر محتال عرفته تركيا في تاريخها
قضت محكمة تركية، يوم الخميس الموافق لـ 31 مارس/آذار 2022، بسجن الشاب التركي فاروق فاتح أوزر، مؤسس منصة العملات الرقمية "ثوديكس"، لمدة تصل إلى 40 ألفاً و562 عاماً بتهمة الاحتيال. بعد أن وصفته وسائل إعلام محلية بأنه "أكبر محتال" في تاريخ تركيا.
ما قصة هذا المحتال؟
لنرجع بالزمن قليلًا إلى الوراء، وتحديدًا في نهاية شهر أبريل/ نيسان 2021، حين عاش مئات الألاف من الأتراك صدمة العمر، بعدما أكدت وسائل إعلام تركية أن "فاروق فاتح أوزر"، مؤسس بورصة العملات المشفرة التركية Thodex، قد فر من تركيا بمبلغ ملياري دولار، تاركاً خلفه حوالي 391 ألف شخص استثمروا في البورصة.
وقد غادر "أوزر" البلاد فجأةً عبر مطار إسطنبول في السادس من شهر نيسان/ أبريل، ثم قام على التوالي بإلغاء حساباته على انستغرام وتويتر، وكان أغلب الظن حينها أنه غادر إسطنبول إلى تيرانا عاصمة ألبانيا.
وبعد فضيحة فراره داهمت الشرطة المقر الرئيسي لشركة Thodex، وبدأت تحقيقاً رسمياً مع الشركة بشأن تشكيل منظمة إجرامية والاحتيال المنظم، حيث يُعتقد أن "أوزر" قد سرق حوالي 391 ألفا من متداولي البورصة، ويا ليت المبلغ كان ذلك فحسب!
ثم تبين لاحقًا أن المتهم حوّل 356 مليون ليرة إلى حسابات مشفرة في الخارج، وقام كذلك بالتعاون مع أقارب له بفتح شركة ذهب وهمية بهدف تحويل النصيب الأكبر من أموال العملاء إليها والذي تجاوز الـ 2 مليار دولار أمريكي.
وكانت بورصة Thodex قبل ذلك قد تسببت بكثيرٍ من الجدل، بسبب إيقاف التداول فجأة على خلفية صفقة شراكة غير معلومة، ما أثار شكاوى المستخدمين الذين لا يستطيعون الوصول إلى أصولهم الرقمية.
وقالت الشركة، التي تعمل منذ عام 2017، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إنها قررت السماح للاستثمار الخارجي بهدف خدمة العملاء بشكل أفضل، مؤكدةً أن الخدمات ستظل مغلقة لمدة خمسة أيام عمل تقريباً أثناء اكتمال نقل الأسهم، لكن لا داعي للقلق بشأن استثماراتهم.
وأضافت في بيانها أن "البنوك وشركات التمويل ذات الشهرة العالمية والتي سنكشف عن اسمها عند اكتمال الشراكة تقدم لنا الاستثمار والشراكة لبعض الوقت".
وقالت الشركة أيضاً إن "المعلومات السلبية عنها غير صحيحة، وأنه لا يوجد شيء يجب أن يقلق المستخدمون بشأنه".
بعدها بأيام أدرك الجميع أن كل هذه التصريحات الرسمية والمنمقة كانت عبارة عن خدعة محكمة لتهدئة الناس، حتى يستطيع المحتال الأكبر وصاحب البورصة "أوزر" الفرار بنجاح.
بالمجمل، بلغت لائحة التهم المنسوبة لـ "أوزر" 268 صفحة، في حين بلغ قدر الأموال المنهوبة 2 مليار و400 مليون دولار أمريكي بعد أن أُغلقت حسابات منصة “ثوديكس” الخاصة بـ 391 ألف مستثمر، ومُنعوا من الدخول إليها.
والمثير للسخرية هنا أن المنصة كانت قد قدمت عرضاً قبل شهر من عملية الاحتيال الكبرى، بأنها ستمنح مليوني عميل عملة "دوجي كوين" كهدية للمشتركين الجدد، بواقع 150 عملة لكل مشترك جديد، كما أنها عرضت سيارة بورش هدية للمشتركين والمستثمرين سابقاً.