زراعة الصحراء... السعودية تعلن عن خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح
كشفت أزمة القمح التي حصلت مؤخرًا النقاب عن الفاتورة التي ستدفعها دول العالم إن لم تحقق الاكتفاء الذاتي من الموارد الأساسية للحياة، وقد تلقت العديد من الدول هذه الرسالة وفهمت أن البقاء تحت رحمة صادرات دولة أخرى يعادل المشي نحو الهاوية.
أما دول الخليج، وخصوصًا السعودية، التي يعرف عنها المناخ الصحراوي والأراضي القاحلة غير الصالحة للزراعة، فقد استشعرت خطرًا مضاعفًا عن ذلك الذي استشعرته الدول العادية، وباشرت بالعمل على قدمٍ وساق من أجل تدارك الأمر.
في هذا الصدد، أعلن الدكتور "ناصر المري"، وهو مدير عام مركز البذور والتقاوي وبنك الأصول الوراثية والنباتية بوزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، عن خطة مركز البذور والتقاوي المستقبلية لإنتاج قمح الديورم.
تنويه: قمح الديورم أو القمح القاسي، هو قمح ذو أهمية تجارية ويزرع على نطاق واسع اليوم. تم تطويره من سلالات القمح التي نمت سابقا في أوروبا الوسطى والشرق الأدنى حوالي 7000 قبل الميلاد، وهي أصناف قمح خالية من الحنطة شكلًا.
وقال "المري"، إن هناك برنامجا يُنفَذ لاستنباط أصناف عالية الإنتاجية والجودة من قمح الديورم على ثلاث مراحل زمنية وهي:
مرحلة قصيرة الأجل، حيث تم الحصول على بذور بعض أصناف الديورم المنتخبة من سلالات هيئات دولية مثل ICARDA وCIMMYT وACSAD، يتم تقييمها تمهيدا لتسجيل المتفوق منها كأصناف جديدة وإكثار بذورها لتأمين درجات الإنتاج المختلفة.
ثم مرحلة متوسطة الأجل، حيث يتم الحصول على بعض المستوردات من قمح الديورم الخاصة بتحمل بالحرارة والملوحة والجفاف من الهيئات ذاتها، ويتم تقييم هذه المستوردات في مناطق مختلفة ثم انتخاب السلالات المبشرة.
وأيضاً مرحلة طويلة الأجل، تعتمد على تنفيذ برنامج تربية وطني بالكامل، والذي يعتبر صمام الأمان لضمان توفير أصناف جديدة عالية الإنتاجية والجودة باستمرار، وبالتالي تحقيق مستوى عالي من الأمن الغذائي.
وشرح قائلًا: "تتميز الأصناف الناتجة أنها ذات قدرة عالية على التأقلم والثبات الوراثي تحت الظروف البيئية المختلفة، ويستغرق البرنامج أكثر من ثماني سنوات للحصول على الصنف."
واستدرك: "إلا أننا عن طريق اتباع برنامج تربية سريع للقمح سيتم اختصار المدة إلى 5 سنوات وسيكون عندنا أصناف جديدة للديورم بطريقة التهجين".
وعن الفرص الاستثمارية لإنتاج قمح الديورم بالمملكة، قال: "على غرار بعض المحاصيل المهمة الأخرى نجحت وزارة الزراعة في إبرام فرصة استثمارية لصناعة قمح الديورم محليا."
وأضاف: "تهدف هذه الفرصة الاستثمارية إلى إنتاج قمح الديورم بالكمية والجودة الكافية لتعظيم القيمة المضافة وأن يكون المنتج سعوديا 100% بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وفق رؤية المملكة 2030م."