خطة المليون برميل الأمريكية تصيب سوق النفط بأكبر خسارة أسبوعية في عامين
شهدت أسعار النفط تراجعًا لافتًا عند إغلاق يوم أمسٍ الجمعة 1 أبريل/ نيسان، بعد اتفاق الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية على السحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية تزامناً مع أكبر سحب على الإطلاق من الاحتياطيات في الولايات المتحدة.
وهكذا، فقد خسرت العقود القياسية لخام برنت وخام تكساس الأميركي ما يقارب 13%، فيما يعتبر أكبر انخفاض أسبوعي لهما في عامين.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 32 سنتاً أو 0.3% إلى 104.39 دولارات للبرميل عند الإغلاق، كما انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 1.01 دولار أو 1% إلى 99.27 دولاراً للبرميل.
كل ذلك حدث على وقع قرار غير مسبوق للرئيس الأميركي "جو بايدن"، بسحب مليون برميل نفط يوميا من الاحتياطي الاستراتيجي لبلاده لمدة 6 أشهر، فيما اعتبره محللون "محاولة لخفض أسعار الغاز وإلقاء العبء على شركات النفط"، وسط تحذيرات من تداعيات داخلية وخارجية.
وفي معرض رده على هذه الخطوة، أكد تكتل أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها ومنهم روسيا، على التزامه بخطط زيادة الإنتاج، والتي تتضمن 432 ألف برميل يومياً في مايو/ أيار، على الرغم من الضغوط الغربية لزيادة الكمية.
حلفاء الولايات المتحدة يلحقونها بقرارات مشابهة:
في خطوة تواكب قرار الإدارة الأميركية، أعلنت وزارة الصناعة اليابانية أن دول وكالة الطاقة الدولية قررت، الالتزام بسحب منسق جديد من الاحتياطي النفطي، في تدبير من شأنه أن يخفض سعر البرميل في السوق العالمية.
وعقدت دول الوكالة اجتماعا استثنائيا بهدف مناقشة أوضاع السوق النفطية، مع احتمال اتخاذ تدابير جديدة سعيا لإحلال الاستقرار وسط ارتفاع الأسعار جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقا لما أوردت "رويترز".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة، في مطلع مارس/آذار، أن الدول الأعضاء ستفرج عن ستين مليون برميل من احتياطياتها النفطية للطوارئ، بهدف إحلال الاستقرار في السوق بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
مردات ودلالات خطة المليون برميل:
في مذكرة بحثية، قال محللو السلع في بنك "غولدمان ساكس" إن الإفراج عن الاحتياطيات الأميركية سيساعد سوق النفط على إعادة التوازن في عام 2022، لكنه لن يحل عجزها الهيكلي.
وقال تقرير "غولدمان ساكس" إن هذه الخطوة قادرة على إعادة التوازن لأسعار النفط، في عالم خال من الاحتياطات اللازمة لأوقات الطوارئ.
ووفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأميركية فإن "السحب الجديد هو الأكبر الذي تم الإعلان عنه على الإطلاق وسيستمر 6 أشهر، مما يؤدي إلى استنزاف ما يقرب من ثلث الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة وسيؤدي التراجع إلى رفع الاحتياطي إلى أدنى مستوى له منذ عام 1984".
وتستخدم الإدارة الأميركية باستمرار هذا الاحتياطي الاستراتيجي منذ الخريف، عندما ارتفعت أسعار النفط، فقد أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني أنها تريد استخدام 50 مليون برميل ثم مرة أخرى 30 مليونا مطلع مارس/ آذار.
وتعهّد البيت الأبيض الذي تتهمه المعارضة الجمهورية بالإضرار بالنشاط النفطي في الولايات المتحدة، "ببذل كل ما في وسعه" لتشجيع عمليات الاستخراج على الأراضي الأميركية، وطلب "جو بايدن" من الكونغرس فرض غرامات على الشركات التي لديها التصاريح والأراضي اللازمة من دون أن تستغلها.