أسعار البيض في سوريا تحلق والدجاج البياض يُذبح بعشرات الآلاف
وصلت أسعار البيض أو "بورصة البيض" كما يسميها البعض، إلى مستويات 14 ألف ليرة سورية للطبق الواحد، وذلك في ظل توجه جماعي من المربين للتخلص من عشرات آلاف الدجاج البياض يوميًا وبيعه كلحم.
الحكومة تستيقظ متأخرة:
بعدما وصل قطاع الدواجن في سوريا إلى مرحلة حرجة، أصدر رئيس مجلس الوزراء "حسين عرنوس" أمرًا بإعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العامة للدواجن، في قرارٍ وصفه مراقبون بـ "المتأخر وغير ذي الجدوى"، فقطاع الدواجن بالبلد لم يعد على شفى الانهيار بل هو ينهار فعلًا.
وفي هذا الصدد، فقد بيّن رئيس لجنة مربي الدواجن "نزار سعد الدين"، في تصريح لصحيفة "الوطن" المحلية، أن الهدف من إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العامة للدواجن إنقاذ قطاع الدواجن من الانهيار وإدارة مؤسسة الدواجن بالشكل الأمثل.
ولفت إلى أن المجلس الجديد ضم 3 أشخاص جدد وهم رئيس المجلس "أسامة الحمود" و "سامي أبو الدان" و "رائد حجازي".
ما سبب هذا الارتفاع الكبير في أسعار البيض؟
أرجع "سعد الدين"، سبب الارتفاع اليومي لأسعار الفروج والبيض للارتفاع المفاجئ للأعلاف في الأسواق، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تقوم مؤسسة الدواجن قريباً بإعداد دراسة جديدة شاملة لتكاليف كل منتجات قطاع الدواجن على ضوء المعطيات والتكاليف الجديدة ومن أجل إعداد الخطة التسويقية لمنتجات قطاع الدواجن من فروج وبيض.
أما عن أسباب ارتفاع سعر طبق البيض الذي وصل سعره اليوم لحدود 14 ألف ليرة، فقد أكد عضو لجنة مربي الدواجن "حكمت حداد" أن نسبة كبيرة من مربي الدواجن يقومون بذبح الدجاج البياض بسبب الخسارة التي يتعرضون لها وفقاً للأسعار الحالية في السوق.
وأشار "حداد" إلى أن ذبح الدجاج البياض بدأ بعد ارتفاع أسعار الأعلاف ووصول سعر كيلو الذرة الصفراء منذ أيام لحدود 2800 ليرة وسعر كسبة فول الصويا لحدود 3600 ليرة.
ولفت إلى أن ما بين 30 و40 ألف دجاجة بياضة في سورية تذبح يومياً خلال الفترة الحالية وتباع لحماً، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج وقلة العرض في الأسواق. موضحاً أنه في حال استمرار أسعار الأعلاف في الارتفاع فإننا سنتجه نحو "كارثة" ستصيب قطاع الدواجن.
وبين أن كلفة صندوق البيض الذي سعته 12 كرتونة اليوم على المربي بحدود 150 ألف ليرة أي إن تكلفة الكرتونة بحدود 12.5 ألف ليرة. مؤكدًا أن سعر البيض منخفض ولا يغطي التكلفة حالياً لذا يتم ذبح الدجاج البياض.
يأتي ذلك في حين أن سعر الفروج الحي أكثر منطقيةً بالنسبة لأصحاب المداجن، إذ ارتفع سعر الكيلو منه ووصل اليوم لحدود 8 آلاف ليرة من أرض المدجنة.
وقد اعتبر "حداد" أنه: "لو بقي سعره بحدود 7 آلاف ليرة ولم يرتفع لكنا سنشهد حالات ذبح كبيرة للفروج الحي وخروجاً عن التربية."
ورأى أن المشكلة الرئيسية في دخل المواطن وعدم قدرته على شراء الفروج إضافة لتذبذب سعر الصرف وفي حال لم يتحسن الدخل لن نشهد تحسناً في إنتاج الفروج خلال الفترة القادمة.
ولفت إلى أن السورية للتجارة لا تستجر خلال الفترة الحالية الفروج من مربي الدواجن بسبب غلاء سعره، مشيراً إلى أن كلفة الفروج على المربي اليوم قريبة من 8 آلاف ليرة وهناك هامش ربح بسيط بالكيلو.
وتوقع "حداد" أن يرتفع سعر الفروج وتوابعه خلال شهر رمضان أكثر من الأسعار الحالية المتداولة في الأسواق نتيجة زيادة الطلب، متوقعاً أن يتجه الناس لشراء اللحوم الحمراء من لحم العجل بدلاً من الفروج.
وكان سعر كيلو الشرحات في أسواق دمشق قد وصل لحدود 17 ألف ليرة وسعر كيلو السودة لحدود 16 ألف ليرة وكيلو الوردة لحدود 13.5 ألف ليرة والدبوس لحدود 13 ألف ليرة والكستا لحدود 14.5 ألف ليرة.