شبح كوفيد مجددًا... الصين تعود للإغلاق وأسعار النفط تنخفض
أعلنت الصين أكبر إغلاق تام لإحدى مدنها منذ بدء تفشي كوفيد - 19 قبل أكثر من عامين. إذ سيتم إغلاق مقاطعة شنغهاي على مرحلتين وعلى مدار تسعة أيام، بينما تجري السلطات مسحات لكوفيد 19.
كما أكدت حكومة المقاطعة أن جميع الشركات والمصانع ستعلق التصنيع أو تجعل الناس يعملون عن بعد في إغلاق من مرحلتين على مدار 9 أيام.
وتواجه شنغهاي، المركز المالي الهام للصين، موجة جديدة من الإصابات منذ ما يقرب من شهر. وعلى الرغم من أن أعداد الحالات ليست عالية وفقا لبعض المعايير الدولية، لكن استراتيجية الصين "صفر كوفيد" حازمة ولا تتسامح مع أي بوادر لعودة انتشار الوباء.
وقاومت السلطات حتى الآن إغلاق المدينة التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة تجنبا لزعزعة استقرار الاقتصاد. لكن يبدو أن الجهات المعنية غيّرت مسارها بعد أن سجلت شنغهاي أعلى عدد يومي من الإصابات يوم السبت، منذ الأيام الأولى للوباء.
وعلى إثر ذلك، تراجعت أسعار خام برنت بأكثر من 3.7% في التعاملات الآسيوية، بينما انخفض خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 4.5% إلى 109 دولارات للبرميل.
هل تتسبب مخاوف انتشار الجائحة بصدمة هبوطية لأسعار النفط؟
على الرغم من الانخفاض المرتبط بالطلب في الصين، لا يزال النفط في طريقه لتحقيق مكاسب شهرية رابعة نتيجة تأثيرات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقد نقلت وكالة "بلومبيرغ"، عن خبراء في هذا المجال قولهم إنه من الطبيعي أن تنعكس مخاوف انخفاض الطلب على الأسعار، مضيفةً أن أحد العوامل المؤثرة الرئيسية في أسعار النفط في الوقت الحالي هو الحرب بين كييف وموسكو.
كما حذرت روسيا سابقًا من "عواقب كارثية" على سوق النفط العالمية في حال فرض حظر على صادراتها النفطية، ورجحت أن يصل سعر البرميل إلى 300 دولار.
يذكر أن تحالف أوبك+ رفض في اجتماعه الأخير دعوات من الدول المستهلكة الرئيسية، وأبرزها الولايات المتحدة، لزيادة الإنتاج عما كان متفقًا عليه لتلبية الطلب المتنامي إثر التعافي من كوفيد-19.
وكان التحالف بقيادة روسيا والسعودية، قد رفع الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا كل شهر منذ أغسطس/آب للتخفيف من التخفيضات التي تم إجراؤها عندما أضرت جائحة كوفيد -19 بالطلب.
لذلك فإن مخاوف الحرب والتضخم بالإضافة إلى استراتيجية أوبك+ الواضحة للسيطرة على الإنتاج، لم ولن تسمح لسعر النفط بالانهيار مجددًا، على المنظور القريب أو المتوسط.