لمن يرغب بدخول عالم البورصة والتداول... 4 مهارات أهم من رأس المال يجب إتقانها
ينبغي عليك معرفة أنه هناك بحرًا من الأفراد الذين يتطلعون إلى الانضمام لصفوف كبار المتداولين وجلب الأموال من أسواق البورصة والتداول، لكن قلة قليلة منهم من يحصل ذلك، لدرجة أن البعض يشبههم بالفائزين بتذاكر اليانصيب.
على أي حال، فإن هذه الأسواق، وعلى عكس اليانصيب، لا تعتمد بشكلٍ كامل على الحظ أو رأس المال، بل هناك مهارات ومؤهلات هامة ينبغي امتلاكها قبل كل شيء، نستعرضها عليكم فيما يلي:
أولًا: البحث والتحليل
تعد القدرة على إجراء أبحاث عالية الجودة وتحليل الأسواق أمرًا أساسيًا لنجاح التداول، حيث يطور المتداولون الرئيسيون مهاراتهم في القدرة على إجراء بحث شامل عن جميع المعلومات ذات الصلة بالأوراق المالية التي يتداولونها، والأهم من ذلك القدرة على تحديد التأثير المحتمل لتلك المعلومات بدقة على سوق معين.
يتعلم المتداولون الرئيسيون من خلال استخدام معلومات السوق، سواء المعلومات الاقتصادية الأساسية ومعلومات السوق الأخرى في التداول وحركة الأسعار، والتي تحدث بهدف التكيف مع السوق والاقتراب منه بأكثر الطرق فعالية ممكنة. ويُقصد بأكثر الطرق فعالية هي نسب المخاطرة مقارنة مع العوائد المحتملة.
تعد المهارات التحليلية أمرًا حيويًا لأنها تمكن المتداول من فهم الاتجاهات وتحديدها واستخدامها بشكل أفضل كما هو مطبق على حركة السعر على الرسوم البيانية لأطر زمنية مختلفة وفي السوق ككل.
أثناء قيامك بتحليل السوق وتحديد الأنماط والاتجاهات، من الضروري أيضًا تحديد أساليب التداول الفنية المطلوبة. كما يجب التركيز بشكل أقل على الأموال التي سيتم جنيها، وزيادة التركيز على اتخاذ الإجراء الصحيح في الوقت المناسب، هذا من أهم المواقف الرئيسية الضرورية لتطوير مهاراتك التحليلية وإتقانها.
ثانيًا: امتلاك استراتيجية واضحة
بمرور الوقت يطور المتداولون الرئيسيون استراتيجيات وأساليب تداول يستخدمونها مرارًا وتكرارًا. فيقوم كل متداول بتجميع أدواته من الاستراتيجيات وأساليب التداول.
لذا من المهم أن يكون لديك أسلوب تداول خاص بك، مثل إشارات محددة من المؤشرات الفنية التي تشير إلى صفقات ذات احتمالية أرباح مُرتفعة.
إن امتلاك استراتيجيات تداول مجربة ومربحة أمر جيد، والشيء الأفضل هو أن ترسخ عادة المراقبة المستمرة للسوق بحثًا عن إشارات ومؤشرات تدل على أن السوق يتغير أو يشكل نمطًا جديدًا، مما يشير إليك أنك بحاجة إلى تغيير أسلوبك لإعادة التكيف مع الظروف المختلفة عن طريق تعديل استراتيجية التداول الخاصة بك وفقًا لذلك.
ثالثًا: النفس الطويل والصبر على السوق
يواجه الجميع ارتفاعًا كبيرًا في الأرباح وأيضًا خسائر كبيرة، لذلك يجب عليك أن تتمتع بمهارة البقاء في التداول داخل السوق، فهي مهارة حيوية لا غنى عنها يمتلكها كل متداول محترف.
ستكون هناك أيام ينقلب فيها السوق ضدك تمامًا، فبدلاً من أن تكون مليئًا بالإثارة حول التداول وتتعامل بعقلية الانتقام من السوق أو تعويض الخسائر السابقة، في أوقات مثل تلك يجب عليك إيقاف تشغيل شاشة الكمبيوتر أو إغلاق منصة التداول الخاصة بك والتخلص من جروحك المالية أولًا، ثم العودة بأعصاب هادئة مرة أخرى إلى التداول.
وجزء كبير من القدرة على البقاء في سوق الأسهم يعود إلى الإدارة الجيدة للمخاطر وإدارة الأموال، لذلك يجب عليك استخدم دائمًا أوامر وقف الخسارة ولا تخاطر كثيرًا في أي صفقة واحدة.
بمعنى آخر، لماذا تخاطر بخسارة محتملة قدرها 500 دولار إذا كان أقصى ما يمكن أن تحققه إذا كان تحليل السوق الخاص بك صحيحًا هو 100 دولار فقط؟!
هذه الأرقام ليست في صالحك، فإذا لم تتمكن من الحصول على نقطة دخول مواتية منخفضة المخاطر، اترك هذه الفرصة تمر وانتظر حتى تحصل على فرصة أخرى.
ضع في اعتبارك أن جزءًا أساسيًا من سلوك السوق هو تقلباته المتصاعدة والعطاء والأخذ، وقد تستمر الجلسات التي تسير بشكل ثابت ولا ترى حجمًا كبيرًا جدًا لعدة أيام، لكن المتداول المنضبط يدرك أن الصبر جيد في هذه الظروف، لذلك ينتظر حتى يبدأ السوق في اتخاذ خطوة مهمة حقًا، قبل الدخول والمخاطرة بأمواله التي حصل عليها بشق الأنفس.
أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا التي تسبب خسارة في سوق الأسهم هو فقدان الصبر، حيث يقوم المتداولون بعمل صفقات عندما لا يقدم السوق أي فرص ربح حقيقية، كما يقوم العديد من التجار بالتداول بدافع الملل المطلق، وغالبًا ما تكلف مثل هذه الصفقات المتهورة خسائر كبيرة في المال.
تحلى بالصبر، وانتظر، وعندما تظهر فرصة ما لا تتردد، وادخل السوق مع الثقة في قدرتك على التداول.
رابعًا: حفظ السجلات
يتعلم كبار المتداولين من أخطائهم في التداول، وذلك عن طريق الاحتفاظ بدفتر يوميات التداول؛ حيث يحتفظون بصفقات التداول الخاصة بهم، ويقومون بتسجيل أحداث كل صفقة فور حدوثها، مثل نقطة الشراء وسبب الشراء أو البيع، والمكان الذي يُضع فيه أمر وقف الخسارة وأمر جني الأرباح، وماذا حدث في السوق بعد خبر ما.
يوفر الاحتفاظ بدفتر يوميات تداول وقراءته بانتظام واحدة من أسرع الطرق وأسهلها لتحديد ما تفعله بشكل صحيح وما تفعله بشكل خاطئ.