بنية تحتية سيئة وشبكة متردية... البطاقة الذكية تعسر حياة السوريين بدلًا من أن تيسرها
ينتظر آلاف أو مئات آلاف السوريين يوميًا في طوابير طويلة، تاركين أعمالهم والسعي وراء أرزاقهم، للحصول على مخصصات متواضعة تقدمها البطاقة الذكية من المحروقات والخبز والمواد التموينية.
لكن، وبعد الانتظار في تلك الطوابير لساعات أحيانًا، تتفاقم المعاناة بمشاكل أخرى متعلقة بالبنية التحتية وغياب الشبكة نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
وهكذا فقد تحولت البطاقة الذكية من أداة يفترض أنها تيسر حياة الناس، إلى عقوبة أو مشكلة تزيد من قضاء حاجاتهم اليومية صعوبةً وعسرًا.
في هذا الصدد، يقول "أبو نضال زين"، وهو متقاعد مقيم بريف دمشق، إنه يضطر للاستيقاظ الساعة الخامسة صباحا، بالرغم من الطقس البارد، ليحجز مكانا له في الطابور أمام دكان معتمد للخبز في الحي الذي يقطنه، آملاً ألا ينتظر فترة طويلة حتى يحصل على ربطة الخبز المخصصة له ولزوجته.
ويضيف لصحيفة "العربي الجديد" أنه "بعدما عشنا الذل أمام الأفران من جراء الازدحام الشديد خلال السنوات الأخيرة، صدقنا الحكومة أن البطاقة ستسمح لنا بالحصول على مخصصاتنا بشكل سلس ومن دون انتظار لساعات، لكن الواقع اليوم يكرر الماضي".
ويتابع "غالبا، علينا انتظار وصول الخبز إلى المعتمد، حيث لا يوجد وقت محدد له، والمشكلة الأكبر هي قطع البطاقة عبر تلك الأجهزة المخصصة لذلك، والتي تعتمد على شبكة الخليوي، حيث كثيرا ما تغيب الشبكة مع انقطاع الكهرباء ونجلس لننتظر عودتها". لافتا إلى أن "هذا الانتظار والبطء غالبا ما يتسبب بمشاحنات ومشاجرات، إن كان بين المواطنين والمعتمد أو بين المواطنين أنفسهم".
من جانبها، شكت "حليمة"، وهي موظفة وأم لأربعة أطفال وزوجها مسافر في إحدى دول الجوار، عذابها مع البطاقة الذكية، قائلةً: "عندما تأتيني رسالة لاستلام أسطوانة الغاز المنزلي، أنتظر أكثر من 70 يوما لنحصل على أسطوانة يفترض أن وزنها 10 كغ، مع التقشف بالكاد تكفي 30 يوما".
وأضافت "الحصول على المحروقات والمواد التموينية عبر البطاقة الذكية أمر مرهق جدا، بسبب سوء الأجهزة الإلكترونية وقلة عددها، ما يجبرنا على الانتظار في الطوابير أمام المعتمدين والمؤسسات والركض من مكان لآخر بحثا عن جهاز لقطع البطاقة".
بدوره، قال "أبو بشير" للصحيفة ذاتها، وهو معتمد يبيع الخبز بريف دمشق، إن "قطع البطاقة أمر في غاية التعقيد، فغالبا تغيب الإشارة عن الأجهزة ويمكن أن يطول الأمر ساعة أو أكثر، وفي بعض الأيام، كنت أضطر لجمع البطاقات والانتقال إلى منطقة أخرى بحثا عن الإشارة".
وأضاف "الأهالي يحمّلوننا المسؤولية، وفي كثير من الأحيان نتعرض للشتم من جراء سوء البطاقة والشبكة، والمشكلة الأكبر عندما يأتي أحد ولا يجد خبزاً يكيل لنا الاتهامات، فنحن نبيع حسب المخصصات".
واعتبر أن "آلية البيع عبر البطاقة الذكية عملية فاشلة بسبب سوء الشبكة والأجهزة المستوردة، وهي سبب إضافي لمعاناة الناس ومعاناتنا نحن، وبالنهاية المسؤولون يجعلوننا نقف في وجه الناس، وهم يبتعدون عن الواجهة".