ثاني أكبر منتج للقمح عالميًا... هل تنقذ الهند العالم من الجوع؟

تناقلت وسائل إعلام وصحف عالمية عن مصادر حكومية هندية، أخبارًا مفادها أن الهند تستعد لاتخاذ "إجراءات طموحة" خلال الأسابيع المقبلة لمحاولة ترسيخ البلاد كمصدِّر مهيمن في سوق القمح عالي الجودة، بينما يتزاحم المستوردون بحثاً عن إمدادات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتسعى الهند في هذه الأثناء، كونها ثاني أكبر منتج للقمح في العالم بعد الصين، إلى إبرام اتفاقات للتصدير والاستفادة من الفائض في مخزونات البلد والزيادة الحادة في الأسعار العالمية.

وترى الهند في الأزمة الناتجة عن الحرب بين روسيا، أكبر مصدِّر للقمح في العالم، وأوكرانيا، وهي مورِّد رئيسي آخر، فرصة لبيع قمحها في السوق العالمي.

وعلى الرغم من وجود فائض في مخزونات القمح لديها، فإن اختناقات لوجستية وبواعث قلق بشأن الجودة عرقلت مساعي الهند في السابق لبيع كميات كبيرة في السوق العالمي.

وعلى الرغم من ذلك، فقد تسارعت الصادرات العام الماضي لتصل إلى 6.12 مليون طن، من 1.12 مليون طن قبل عام.

عشرات ملايين الأطنان من القمح... هل تنقذ العالم من مجاعة محتملة؟

أبلغ مصدران حكوميان وكالة "رويترز"، أن الإجراءات الجديدة قد ينتج عنها تصدير عشرة ملايين طن من القمح بعد بدء محصول الموسم الجديد في وقت لاحق هذا الشهر.

وصرّح "فيجاي ينغار"، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "أغروكورب إنترناشونال"، في سنغافورة قائلًا: "تعني حالة عدم اليقين التي سبّبتها الحرب أنَّ الدول المستوردة ستبحث عن مصادر أخرى لشراء القمح. وقد تتجاوز صادرات الهند رقماً قياسياً يبلغ 7 ملايين طن في موسم 2021-2022 إذا استمر الصراع".

وهو رقم قياسي للصادرات، وتم تسجيل الرقم القياسي السابق في السنة المالية 2012- 2013، عندما شحنت الهند 6.5 مليون طن من القمح للتصدير

وأضاف "ينغار"، الذي تتداول شركته حوالي 12 مليون طن من الحبوب سنوياً في تصريحات لوكالة "بلومبرغ": "يعمل الجميع في السوق لمعرفة مقدار الطلب المتزايد على القمح الهندي"، متوقِّعاً أن يأتي الطلب بشكل أساسي من الدول الآسيوية.

ويأمل مراقبون أن تكون الدول التي تتربع على عرش إنتاج القمح في العالم كالهند، قادرةً على إنقاذ الدول التي لطالما اعتمدت على القمح الروسي كدول الشرق الأوسط، من مجاعة محتمل حدوثها بالدول الفقيرة في حال ساءت الأمور أكثر.

الهند تعمل على قدم وساق:

أكدت صحيفة Mint، أن الهند في طريقها بالفعل لاتخاذ مجموعة من الخطوات في المستقبل القريب، لتصبح من أكبر مصدري القمح في العالم.

ووفقا لمصادر الصحيفة، تشمل الإجراءات التي تعتزم ​نيودلهي​ اتخاذها في غضون أسبوعين تقريبًا، ضمان قيام المختبرات المعتمدة من الحكومة بتنفيذ اختبارات جودة القمح للتصدير بشكل عاجل، وكذلك قيام سلطات الموانئ بمنح الأولوية لصادرات القمح، وكذلك تخصيص عربات سكك حديدية إضافية لنقل الحبوب.

ولفتت المصادر، إلى أن إدارة رئيس الوزراء الهندي" ​ناريندرا مودي"​ تهدف إلى مساعدة ​المزارعين​ على تصدير حبوب عالية الجودة، لتظهر للمشترين العالميين أن الهند يمكنها تأمين إمدادات ثابتة من القمح عالي البروتين.