بوادر رفع سعر المحروقات تبدأ بالظهور... طوابير طويلة للبنزين والمازوت بحالة مزرية

اعتاد السوريون على تكرار السيناريو نفسه كل فترة، حين يحدث نقص تدريجي مع غلاء كبير في أسعار المحروقات، وتبدأ الطوابير الطويلة بالظهور أمام محطات البنزين؛ ثم تخرج الحكومة بموقف المنقذ حينما تحل الأزمة بعد تطبيق رفع جديد على أسعار المحروقات وضخ المزيد منها بالسوق.

وهكذا فقد عادت مشاهد الطوابير على محطات الوقود في سوريا، للظهور مجددًا خلال الأسبوع الماضي، في ظل شكاوى مواطنين من ندرة المادة في العديد من المحطات.

كما لم يتم تسلم معظم الأهالي مخصصاتهم للدفعة الثانية من مادة “مازوت التدفئة”، وسط اعتراف رسمي بانخفاض نسبة توزيعها في عموم المحافظات. علمًا أنها - على أي حال - توزع بكميات متواضعة، حيث يتعامل معها الناس على مبدأ المثل الشهير: "الرمد أحسن من العمى".

وفي استطلاع للرأي، من أمام محطة وقود في العاصمة دمشق، أجرته إحدى الإذاعات المحلية، تحدث مواطن عن استلامه لرسالة تسمح له بتسلم مخصصاته من البنزين قبل ثلاثة أيام، إلا أنه لم يحصل عل مخصصاته بعد، بسبب عدم وجود المادة في المحطات، رغم انتظاره يوميًا على المحطة لساعات.

وقال شخص آخر، إنه يضطر لشراء البنزين بسعر حر، يصل إلى حوالي أربعة آلاف ليرة سورية لليتر الواحد.

وفي 11 من كانون الأول 2021، رفعت وزارة التجارة سعر مبيع البنزين، من نوع “أوكتان 90”، على “البطاقة الذكية”، إلى 1100 ليرة سورية لليتر الواحد، متضمنًا عمولة أصحاب المحطات.

أنباء عن إيقاف الدفعة الثانية من مازوت التدفئة:

قبل عدة أيام بداية الأسبوع الجاري، نقل موقع "المشهد" المحلي، عن مصادر وصفها بـ "المطلعة"، أن الحكومة أوقفت توزيع الدفعة الثانية (50 ليترًا) من مازوت التدفئة بالسعر “المدعوم”، كما “غضت الطرف” عن توزيع الكمية التي أعلنت عن نيتها توزيعها بسعر “التكلفة”، عبر البطاقة الذكية.

بينما لم يصدر أي تصريح رسمي حول إنهاء التوزيع، وسط وصول نسب توزيع الدفعة الثانية، تزامنًا مع انتهاء فصل الشتاء إلى مستويات “خجولة”.

ووصلت نسبة التوزيع في حماة إلى 20% فقط من العائلات المستحقة في المحافظة، بحسب ما أعلن عضو المكتب التنفيذي لشؤون المحروقات في حماة "مسعف علواني".

وأضاف "علواني"، أن المادة غير متوفرة في المحطات التي تم تخصيصها للبيع بسعر التكلفة على البطاقة، وإنما متوافر للنقل.

بينما وصلت النسبة في محافظة ريف دمشق إلى 25% فقط، في ظل وجود تبريرات لعدم تسليم عائلات أكثر بسبب عدم توفر المادة.

وكانت مخصصات العائلة الواحدة من مادة مازوت التدفئة لفصل الشتاء قد بلغت 200 ليتر، على أن توزع على أربع دفعات، كل دفعة 50 ليترًا.

وخلال السنوات الماضية، تكررت شكاوى المواطنين من عدم حصولهم إلا على الدفعة الأولى فقط، في حين لم يتسلّم بعض الناس أي من مخصصات المازوت على الإطلاق.