الاقتصاد لن يحسم اللعبة... البنتاغون يضع 3 سيناريوهات محتملة لنهاية حرب أوكرانيا
قد تشير الأحداث التي حدثت في الأيام الأخيرة إلى أن حرب أوكرانيا انقلبت حربًا اقتصادية على روسيا، ومن هذا المنطلق ينتظر الكثيرون انتهاء هذه الحرب بالمفاوضات بعد أن تعجز روسيا عن الصمود أمام سيل العقوبات الذي لا ينتهي.
لكن الولايات المتحدة، وكما توقعت سابقًا بدقة موعد وكيفية بداية الحرب، هي الآن تضع سيناريوهات لنهايتها؛ واللافت هذه المرة أن لا أحد من هذه السيناريوهات يشير إلى نهاية الحرب بالمفاوضات أو عبر ضغوطات اقتصادية.
نماذج وسيناريوهات نهاية الصراع:
بحسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" هناك ثلاثة جهود دبلوماسية منفصلة للقنوات الخلفية جارية لبدء المفاوضات من قبل قادة فرنسا، وإسرائيل وتركيا، والمستشار الجديد لألمانيا. لكن حتى الآن، اصطدمت جميعها بالحائط لرفض الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الدخول في أي مفاوضات جادة.
أما في البنتاغون، فقد تم وضع نماذج لنهاية الصراع، أولها أن تكون حربًا طويلة الأمد تجلب المزيد من الموت والدمار غير الضروريين للديمقراطية الأوروبية الناشئة، ولم يفصّل البنتاغون أكثر في هذا السيناريو.
بينما النموذج الآخر وهو أن يصل "بوتين" إلى ما يعتقد البعض أنه كان هدفه الأصلي: "وهو الاستيلاء على رقعة واسعة من الجنوب والشرق التي تربط روسيا بشبه جزيرة القرم براً والتي ضمها عام 2014".
والسيناريو الثالث الأكثر رعبًا، تنغمس فيه دول الناتو بشكل مباشر في الصراع، عن طريق الصدفة أو العمد. وحينها فإن تحول الأمر إلى حرب عالمية ثالثة ليس بالأمر البعيد.
وأصبح الاحتمال الأخير أكثر وضوحًا يوم الأحد الماضي، عندما سقطت الصواريخ الروسية في المناطق الغربية لأوكرانيا، وهي منطقة لم تتضرر حتى الآن من الصراع المستمر منذ 18 يومًا على بعد نحو عشرة أميال من الحدود البولندية.
وأعلنت روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع أن استمرار الجهود لنقل الأسلحة عبر تلك المنطقة إلى القوات الأوكرانية من شأنه أن يجعل القوافل "أهدافًا مشروعة"، في تحذير من أن مجرد حشد الأسلحة على أراضي الناتو لا يعني أنها محصنة ضد الهجوم.
وفي المقابلات التي أجريت مع كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين في الأيام الأخيرة، كان هناك إجماع على نقطة واحدة "تمامًا كما كشف الأسبوعان الماضيان أن الجيش الروسي قد تعثر في خطة الغزو، قد يكشف الأسبوعان أو الثلاثة التي ستأتي ما إذا كان بإمكان أوكرانيا البقاء على قيد الحياة كدولة والتفاوض على إنهاء الحرب".
بوتين قد يتطلع إلى أبعد من أوكرانيا:
حاليًا، ما يزعج المسؤولين هو أن "بوتين" قد يوسع المعركة إلى ما بعد أوكرانيا. وفي السر، يعرب المسؤولون عن قلقهم من أن الرئيس الروسي قد يسعى للاستيلاء على مولدوفا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة أخرى لم تنضم أبدًا إلى الناتو وتعتبر معرضة للخطر بشكل خاص.
كما أن هناك مخاوف متجددة بشأن جورجيا، التي خاضت حربًا مع روسيا في عام 2008. وهناك احتمال آخر أن "بوتين" الغاضب من بطء هجومه في أوكرانيا، قد يصل إلى استخدام أسلحة أخرى وهي الكيميائية والبيولوجية والنووية والسيبرانية.
ويعكف البيت الأبيض والقيادة العسكرية الأميركية العليا على صياغة كيفية الرد على سلسلة من التصعيد، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية الكبرى على المؤسسات المالية الأميركية واستخدام بوتين لأسلحة كيماوية أو حتى السلاح النووي.
كييف لن تصمد إلى الأبد:
صرّح الجنرال "سكوت دي بيرير"، مدير وكالة استخبارات الدفاع، أن هناك حدًا للمدة التي يمكن أن تصمد فيها كييف مع اقتراب القوات الروسية من الشرق والشمال والجنوب، وقال الجنرال: "مع انقطاع الإمدادات، سيصبح الأمر يائسًا إلى حد ما وقد تسقط في غضون 10 أيام إلى أسبوعين".
وقال مسؤول أميركي رفيع إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى أسبوعين حتى تطوق القوات الروسية كييف ثم على الأقل شهرًا آخر للاستيلاء عليها، وسيتطلب ذلك مزيجًا من القصف المتواصل وما يمكن أن يكون أسابيع أو شهورًا من القتال في الشوارع "من باب إلى باب".