3 استراتيجيات للخلاص من عاصفة التضخم الحالية بأقل خسائر ممكنة

لم يكد الاقتصاد العالمي يتنفس الصعداء جراء أزمة كورونا خلال العام الماضي، حتى اصطدم بأزمات أشد تمثلت في ارتفاع أسعار الطاقة بسبب زيادات الطلب ونقص السلع وارتفاع تكاليف الشحن، ناهيك عن التوترات الجيوسياسية التي تهدد العالم بالحرب.

وكالعادة كانت الطبقة الفقيرة والمتوسطة من الناس هي الأكثر تأثرًا بكل ما حدث، لكن هذه المرة وعلى عكس ما حدث خلال الجائحة، حتى المليارديرات تحملوا خسائرًا باهظة، وأسهم الشركات التي تتربع على اقتصاد العالم أيضًا عانت من صدمات شديدة.

كيف نتعامل مع الأزمة؟

ثمة العديد من الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها في ظل تلك الأوضاع، ورغم أنها تختلف حسب دخل كل أسرة وثقافتها الشرائية، لكننا يمكن أن نذكر 3 محاور أو استراتيجيات رئيسية لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر:

  1. الحفاظ على المدخرات بعيدًا عن أنياب التضخم عبر الاستثمار منخفض المخاطرة.
  2. ترشيد الاستهلاك وتغيير العادات الشرائية.
  3. محاولة الحصول على دخل إضافي.

أولًا: كيف نحافظ على مدخراتنا وندعم نموها؟

حدد مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، مجموعة من القنوات الاستثمارية والتي يمكن أن يلجأ إليها الأفراد للحفاظ على قيمة أموالهم في ضوء تلك الاضطرابات. 

حيث يقول رئيس المركز، "عبد المنعم السيد": "إذا كان الشخص لديه مبلغ لن يحتاجه خلال ثلاث سنوات يمكنه اختيار مجال استثمار متوسط المدى يوفر العائد المادي خلال هذه المدة، أما إذا كان الفرد سيحتاج الأموال خلال عام يمكنه التوجه لمجال آخر يوفر العائد خلال عام".

توجد أدوات استثمارية متنوعة على الكثير أن يتجه إليها خلال هذه الفترة:

الذهب:

يعد الذهب أحد المحافظ الاستثمارية الهامة والملاذ الآمن للاستثمار في أوقات الأزمات؛ ودائماً يعد أحد الوسائل الاستثمارية الأساسية التي تحافظ على قيمة الأموال.  

من المتعارف عليه، أن الذهب هو الملاذ الآمن الذي يتجه إليه المستثمرون أوقات الأزمات، فتحركاته مهما كانت هبوطية فإنها ترتد سريعاً وترتفع أسعاره مرة أخرى.

العقار:

الاستثمار في العقار أحد أهم الاستثمارات، ومخزون لقيمة العملة، في الوقت نفسه يعد من الوسائل السهلة القابلة لإعادة البيع أو التأجير، ومن ثم تحقيق عوائد شهرية منه.

الأسهم:

أثرت الأزمة الجارية على الأسواق والبورصات العالمية، ما أدى إلى انخفاض أسعار الأسهم بصورة كبيرة، لذلك يمكن استثمار مبالغ صغيرة أو كبيرة في الأسهم التي قد تحقق عائدات وأرباح غير متوقعة على المدى القريب، وفي الوقت نفسه ستكون أكثر ربحية على المدى البعيد.  

وينصح مركز الدراسات الاستراتيجية، بعدم استثمار الأموال في شركة واحدة فقط، بل توجيهها عدة شركات، لتنويع المخاطر.

وهنا ننصحكم بالاستثمار في الأسهم بحذر، ودراسة الجانب الشرعي (الحرام والحلال) والجانب الاقتصادي (فرص الربح والخسارة والمخاطرة) جيدًا قبل البدء.

ثانيًا: كيف نقوم بترشيد الاستهلاك واتباع عادات شرائية سليمة؟

قال "عمرو الألفي" رئيس قسم البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية: "لقد حان الوقت لاتجاه الأسر نحو ترشيد استهلاكها، وإن كان هناك صعوبة في ضبط استهلاك الغذاء فعليهم اللجوء إلى الأنواع البديلة ذات السعر الأقل".  

يمكن أن تعيش عائلتان بنفس عدد الأفراد، وبمستوى المعيشة ذاته، لكن إحداهما تصرف أكثر بشكل واضح من الأخرى. الفرق يكمن هنا في العادات الشرائية...!

حينما نتحدث عن أوقات التضخم، فمن الحكمة أن تفهم كيف ولماذا وكم تشتري من الحاجات الأساسية لمنزلك وعائلتك. قد يعتاد البعض منا على التسوق يومياً لشراء السلع أولاً بأول، بينما يفضل الآخر شراء السلع بكميات أكبر وبعدد مرات تسوق أقل.

في الواقع، وحين نتحدث عن فترات التضخم، فننصحك بتخفيض عدد مرات التسوق وزيادة الكمية المشتراة. فإذا كنت معتاداً على شراء حاجاتك يومياً، ننصحك بالتسوق أسبوعياً، أو حتى مرتين في الشهر. لأن كل رحلة جديدة للتسوق في هذه الحالة ستكون استنزاف آخر لقدراتك الشرائية، بالإضافة إلى كون أغلب المنتجات تباع بسعر أرخص بكثير حين تكون بالجملة.

قبل شراء أي شيء فكر كيف ستستخدمه في المستقبل وإلى أي وقت ستستمر باستخدامه، وإذا وجدت أنك لا تحتاج الشيء الذي تشتريه فاعتد أن تعدل عن قرارك الشرائي.

يضرب التضخم عددًا كبيرًا من السلع في السوق، لكن هنالك دائماً ناجون، ونحن نطلب منك هنا أن تبحث عن السلع الناجية من التضخم. فإذا كنت تعتمد البيض واللحوم كمصدر غذائي للبروتين، وأصابهما التضخم، يمكنك التوجه إلى مصادر البروتين النباتي كالفول والبقوليات. وإذا كنت تنفق قدر كبير من الأموال على المحروقات للتدفئة، يمكنكم الاعتماد على وسائل تدفئة أخرى، كالحطب على سبيل المثال.

ثالثًا: محاولة الحصول على دخل إضافي

حان الوقت لتوسيع آفاقك والبحث عن عمل آخر يؤمن لك الدعم المالي اللازم... لا يشترط أن يكون مصدر دخلك الإضافي هو عمل بدوام كامل، ولا نطلب منك العمل لـ 24 ساعة في اليوم حتى تؤمن ما يكفيك. بل نرغب بلفت نظرك إلى أن العالم بات يعمل بطريقة مختلفة عن الماضي. فعلى سبيل المثال، ظهرت العديد من الوسائل لتحقيق المال عن بعد أو عبر الإنترنت بما يسمى الأعمال الحرة (الفريلانس).

لن تجد هنا وصفة سحرية جاهزة لذلك، لكنك لو بحثت واجتهدت ستحصل على عمل إضافي يدعمك ماديًا خلال هذه الفترة العصيبة، وإذا لم توفق في هذا الطريق حاول تعلم مهارات جديدة مطلوبة في سوق العمل خلال أوقات فراغك، واعمل بها.