تجارة خاسرة... أسواق العسل في سوريا غارقة بالكساد وأصحاب المناحل يفلسون
يشتكي مربو النحل في سوريا، من الكساد وركود أعمالهم وقلة الطلب، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في البلد، وتوقف التصدير وانعدام القدرة الشرائية عند المواطنين السوريين.
ونقلت صحيفة حكومية عن النحال "سامر أحمد"، قوله إنه اضطر لبيع نصف خلايا النحل التي يمتلكها، لأنه لم يتمكن من تصريف الإنتاج، وأنه من أصل 60 خلية كان يملكها لم يبق عنده سوى 30، وأن أغلبية زملائه في المهنة يمتلكون عسلاً بالأطنان، لكنهم لم يتمكنوا من بيع تلك الكميات رغم بدء الموسم الجديد.
وأضاف أن "السعر الذي يفرضه التاجر عند شراء أي كيلو عسل من المنتج لا يغطي الكلفة ولا يتجاوز 10 - 13 ألف ليرة، حيث يضطر المنتج للبيع تحت ضغط نقص الطلب".
وأكد أنه "لكي تكون تربية النحل مجزية يجب ألا يقل سعر الجملة عن 20 ألف ليرة للكيلو، لكن المنتجين يبيعون بخسارة بسبب نقص التسويق". مشيرًا إلى أن "كلفة الخلية وحدها تفوق 300 ألف ليرة قبل البدء بالعمل المكلف في كل مراحله".
ولفت إلى أن "جميع زملائه الذين نقلوا خلايا النحل إلى أماكن وجود حبة البركة في الغاب هذا الموسم، وتكلفوا مبالغ نقل ومعدات كبيرة، ذهبت جهودهم هدراً بسبب انخفاض الإنتاجية لهذا العام".
كيف تتعامل الجهات الرسمية مع المشكلة:
لم ينفِ رئيس فرع سوريا لاتحاد النحالين "إياد دعبول" وجود مشكلة في تسويق العسل، وعزا ذلك إلى توقف التصدير نهائياً خلال سنوات الحرب نتيجة الحصار والحدود المغلقة ومشاكل الشحن.
وأوضح أن "الكميات التي كانت تصدر إلى دول الخليج ودول الجوار مثل لبنان والعراق تصل إلى نحو 1000 طن". مشيرًا إلى إن الإنتاج الحالي من العسل يقدر بنحو 2500 طن، وأن معرض العسل الذي أقيم قبل أيام في دمشق ساهم في بيع كميات مقبولة للتصدير تنوعت بين طنين من هنا و3 أطنان من هنالك، ويمكن اعتبارها بمنزلة الخطوات الأولى لعودة التصدير.
وأضاف "دعبول" أن صعوبة التسويق أثرت كثيراً على المنتجين، لأن المنتج عندما يعلم أن إنتاجه تم بيعه وبسعر جيد يصبح لديه طموح بإنتاج الأكثر، ولكن صعوبات التسويق جعلت الإنتاج أقل من المستوى المطلوب، لأن المربي تجنب التوسع في عدد الخلايا.
وأكد أنهم بدأوا بموضوع التصدير وأنهم أرسلوا كميات محدودة من العسل إلى الإمارات والعراق. لافتًا إلى أن "العسل السوري فقد أسواقه الخارجية التي كان منافساً فيها، ليحل مكانه العسل الإيراني والصيني والألماني".