تطورات جديدة بخصوص الدولار الرقمي... ما هو ولماذا خطف أنظار العالم؟

أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، يوم أمسٍ الأربعاء، عن إطلاق مشروعٍ لإصدار الدولار الرقمي، متعهدًا بتوخي أقصى درجات الحذر في مواجهة المخاطر العديدة المرتبطة بهذه الخطوة.

ومساء الأربعاء أيضًا، قال مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز، إن إصدار الدولار الرقمي بدأ بالفعل قبل حرب أوكرانيا.

وصرّح نائب الرئيس في بنك الاحتياطي الفيدرالي "ديفيد أندولفاتو"، بأن الدولار الرقمي سيسمح بإجراء معاملات مالية من دون الحاجة إلى فتح حساب مصرفي، موضحا أن الدولار الرقمي سيعمل من خلال استخدام تطبيق على الهاتف المحمول.

يوجد آلاف العملات الرقمية... ما المميز في الدولار الرقمي؟

على عكس أغلب العملات الرقمية، يمكن تعريف الدولار الرقمي على أنه عملة رقمية مركزية للدولار الأميركي، تتجه الولايات المتحدة لإصدارها، مع توسع المدفوعات الإلكترونية الفورية بين الأفراد والشركات؛ حيث يتم إنتاج هذه العملة دون الحاجة للوساطة والدور الذي تقوم به البنوك.

وعلى عكس أي عملة رقمية أخرى، سيتميز الدولار الرقمي في تدني مستوى تقلب أسعاره، نظرا لأن قيمته تساوي واحد دولار، فضلا عن تميزه بالفعالية المتمثلة في تخزين المعلومات اللازمة لإجراء أي عملية تجارية في محفظة رقمية، حيث تشفر هذه المعلومات عن الدفع في الرمز نفسه عند الدفع.

كما يتميز الدولار الرقمي بالعالمية وسهولة الوصول، إذ يمكن استخدامه عبر الحدود وفي العمليات التجارية المحلية.

لماذا كل هذا الخوف والحذر؟

نسمع عن الدولار الرقمي منذ زمانٍ طويل، لكن هذه أول مرة تحدث فيها تطورات جدية تبشر بإطلاقه. وما يزال الحذر والترقب يكتنف القضية حتى اللحظة.

في الواقع، وبالرغم من كل المميزات المتوقعة، توجد مخاوف جدية، أبرزها انتهاك الخصوصية، لتتبع نظام الاحتياطي الفيدرالي العمليات التجارية التي تجري بالدولار الرقمي.

ومن المخاوف أيضا لاستخدام الدولار الرقمي، إمكانية تقويضه العملات المحلية، ذلك أنه قد يلحق الضرر ببعض البلدان التي تحاول إدارة عملتها الوطنية إذا حل محل العملات المحلية في عمليات التداول.

هل هو منافس للبيتكوين وأخواتها؟

ربما يبدو الدولار الرقمي للوهلة الأولى منافسا قويًا للعملات المشفرة، على الرغم من الفارق في آليات تشغيله مقارنة بعملة "بيتكوين" على سبيل المثال. لكنه يفتقر لأهم ميزة تحملها البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة وهي اللامركزية.

في هذا الصدد يقول "نوح سميث" الكاتب في وكالة "بلومبرغ"، إن "هناك اختلافات جوهرية بين (بيتكوين) والدولار الرقمي أو (فيدوكوين) كما يحب أن يسيمه البعض".

وأضاف أن "ذلك لا يمنع أن العملتين ستقدمان خدمات متشابهة وهي تحويل الأموال بتكلفة رخيصة، وهنا يبرز أن الدولار الرقمي قد يكون منافسا لبيتكوين لكنه عدو بالنسبة لشركات تحول الأموال مثل ماستركارد وغيرها".

ومن أبرز الفروق والاختلافات بين الدولار الرقمي و"بيتكوين"، هي أن الدولار الرقمي لا يحتاج إلى استخدام العمليات اللامركزية التي تمكن "بيتكوين" من التداول، حيث تم تصميم "بيتكوين" للعمل من دون الحاجة إلى وسيط موثوق به، مثل البنك، فعندما يقوم شخصان بإجراء معاملة بالدولار، يتحقق البنك من المعاملة ويسجلها، ويتأكد من خصم الأموال من أحد الحسابات وقيدها في حساب آخر.

لكن عند استخدام "بيتكوين" فإنه يتم إجراء هذا التحقق بدلاً من ذلك عن طريق شبكة موزعة من أجهزة الكومبيوتر، تسمى "عمال المناجم".

وتعد اقتصاديات النظام التي يتنافس من خلالها "عمال المناجم" للتحقق من المعاملة، ويتم مكافأة هؤلاء العمال من خلال عملات "بيتكوين" للقيام بذلك، هي العملية التي تحافظ على موثوقية النظام بأكمله.

غير أن هذه العملية تتطلب أيضاً وجود موارد هائلة، كما أن عملية التعدين، التي يطلق عليها نظام "إثبات العمل"، تتطلب حل المشكلات الحسابية الصعبة للغاية.

مشكلة مفصلية يقدم الدولار الرقمي حلها:

يشير الخبراء إلى أنه لا توجد حاجة بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إنشاء نظام إثبات العمل الخاص به لعملة الدولار الرقمي، فإثبات العمل هو طريقة مكلفة لبناء الثقة في العالم اللامركزي.

لذلك فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو كيان مركزي وموثوق به بالفعل، لن يحتاج إلى استخدام كميات هائلة من الكهرباء لإعادة الثقة في كل مرة يريد فيها شخص ما إنفاق دولار رقمي.

وإنما بدلاً من ذلك، يمكنه تسوية المعاملة كما يفعل أي بنك، بتكلفة بسيطة وبسهولة، وطالما أن الناس يثقون بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يسرق أموالهم، فإنه يمكن أن يكون نظام مدفوعات الخاص بالاحتياطي الفيدرالي رخيصاً من دون الاعتماد على أي تقنية عملة مشفرة.