حركة أشبه بالاحتيال... بوتين يطالب الروس بسداد ديون الشركات الأجنبية بالروبل المنهار

أعلنت الحكومة الروسية، يوم أمسٍ الاثنين، عن إصدار قائمة بأسماء الدول المصنفة على أنها "غير صديقة"، والتي ستتمكن الشركات والأفراد الروس من تسديد مستحقاتها بعملة الروبل المنهارة التي فقدت نحو 45% من قيمتها بسبب العقوبات المعلنة ضد روسيا.

ما الدول التي اعتبرتها روسيا على أنها "غير صديقة"؟

تضم القائمة "الدول غير الصديقة التي أعلنت فرض العقوبات" ضد روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

واحتوت القائمة كلاً من أميركا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأوكرانيا والجبل الأسود وسويسرا واليابان وألبانيا وأندورا وكوريا الجنوبية وأيسلندا وليختنشتاين وموناكو والنرويج وسان مارينو ومقدونيا وميكرونيسيا ونيوزيلندا وسنغافورة وتايوان وأستراليا.

وقالت روسيا إن المواطنين والشركات الروسية والحكومة الروسية، التي يتوجب عليها سداد أي التزامات بالعملة الأجنبية تجاه الدائنين الأجانب من هذه القائمة، يستمكنون من سدادها بعملة الروبل، مشيرة إلى أن الإجراء مؤقت، وينطبق على المدفوعات التي تتجاوز 10 مليون روبل بالشهر.

وممّا يزيد الارتباك أن روسيا قد صرّحت أيضاً، بأن الدائنين من البلدان التي لم تفرض عقوبات على موسكو قد يمكنهم تلقي المدفوعات بالعملات الأجنبية، بشرط حصول الشركات على إذن خاص.

وقد اعتبر البعض هذه الخطوة من الحكومة الروسية، على أنها "أشبه بعملية الاحتيال" وهي "إخلال بالأعراف المالية"، فيما أشار آخرون إلى أنها بهدف استفزاز الغرب فقط ولا تحمل فعالية على أرض الواقع.

متجاهلةً توجيهات الحكومة... شركة روسية ضخمة ما زالت تدفع بالدولار:

قال بعض حاملي سندات شركة "غازبروم" البالغة قيمتها 1.3 مليار دولار والمستحقة يوم أمس الإثنين، إنهم تلقوا مدفوعاتهم بالدولار، حتى بعد أن أعطى الرئيس الروسي "بوتين" للمصدرين خيار سداد الديون المقوّمة بالعملات الأجنبية بالروبل.

وقال حاملو السندات إنّهم تلقوا مبالغ نقدية لسداد السندات يوم الإثنين، وفقًا للأشخاص المطلعين على المدفوعات، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم لأنهم غير مصرّح لهم بالتحدّث علناً عن الأمر. ولم يردّ متحدث باسم الشركة على الفور على طلبات التعليق.

وعلى الرغم من أن الشركة كانت الأسبوع الماضي بالفعل في مرحلة خدمة استحقاق الدين بالدولار، بالإضافة إلى دفع عوائد لسند آخر، كان هناك قلق متزايد من أن المرسوم الصادر عن "بوتين" يوم السبت والذي يسمح للمقترضين بسداد ديونهم بالروبل سيعطل السداد.

ويسلط ذلك الضوء على مدى عدم ثقة المستثمرين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، والقيود العديدة التي فرضتها روسيا على رأس المال خلال الأسبوعين الماضيين.

ومع ذلك، من الممكن أن تكون عملية سداد ديون "غازبروم" بعيدة جداً بحيث لا تتأثر بتوجيهات بوتين الأخيرة. حيث كان من المفترض أن يتم تحويل الدفعة إلى حاملي السندات من قبل بنك التسوية في 4 مارس/ آذار، أي قبل يوم من مرسوم بوتين.

بالإضافة إلى ذلك، وفي حين أن السندات مملوكة لشركة "غازبروم"، فقد تم إصدارها من قبل شركة "غاز كابيتال"، وهي شركة ذات أغراض خاصة تأسست في لوكسمبورغ.