تخوف من سيناريو انتقام روسي محتمل باستخدام ورقة النفط
يتخوف الخبراء والمحللون الأمريكيون، أن عقوبات واستفزازات الغرب المتواصلة قد تدفع بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، إلى استخدام النفط كسلاح، ما سيؤدي إلى قفزة كبيرة في الأسعار.
وجاء في التقرير الذي نشرته شبكة "سي أن أن" الأمريكية، يوم الثلاثاء الماضي، أن "روسيا تواجه شبح الانهيار المالي الكامل، بعد أن أدت العقوبات التي فرضها الغرب إلى انهيار الروبل إلى مستويات قياسية متدنية". وتسببت العقوبات في إغلاق سوق الأسهم في موسكو، وإضعاف الأصول الروسية على المسرح العالمي.
وأضافت الشبكة أن "البيت الأبيض، استهدف أيضا حصن الرئِيس الروسي فلاديمير بوتين المالي، وأغلق الوصول إلى جزء كبير على الأقل من الصندوق الروسي البالغ 630 مليار دولار والذي تم تصميمه للتخفيف من الضربة الاقتصادية لهذه الأزمة بالذات".
وقالت "يأتي الآن السؤال الكبير وهو كيف سيكون رد بوتين الذي يواجه أيضًا عقوبات على ثروته الشخصية من الغرب فيما يتحول بسرعة إلى حرب اقتصادية".
ونقلت عن أحد أكبر محللي سوق النفط "لويز ديكسون"، قوله إن "هناك قلقا متزايدا من أن بوتين قد ينتقم ليس فقط باستخدام الغاز الطبيعي ولكن أيضًا النفط الخام، كسلاح ضد الغرب".
وذكرت أن "إمدادات الطاقة الروسية معرضة لخطر كبير، إما بسبب حجبها من قبل روسيا كسلاح وإما سحبها من السوق بسبب العقوبات".
ولفت التقرير، إلى أن "العرض العالمي للنفط لم يكن ليلبي الطلب قبل الأزمة، وأنه إذا قامت روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، بتخفيض العرض عن قصد، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع حاد في الأسعار؛ ما يوجّه ضربة موجعة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم".
ونبّه إلى أن "هذه الزيادة ستؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار البنزين“، لافتة إلى أن ”المتوسط القومي الأمريكي للبنزين العادي يبلغ بالفعل 3.61 دولار للغالون".
وأوضحت ”سي أن أن“ أنه ”على الرغم من أن الولايات المتحدة تستهلك القليل جدًّا من النفط الروسي، إذ لم تزد على 90 ألف برميل يوميًّا في كانون الأول/ ديسمبر، الماضي إلا أن هذا السوق لا يزال مترابطًا وعالميًّا ويمكن أن تؤثر صدمات العرض على الأسعار في كل مكان من العالم“.
وقال محلل الطاقة في مؤسسة ”رابوبانك“ الأمريكية "ريان فيتزموريس" للشبكة ”إنها ورقة جامحة إذا كانت روسيا ستبطئ بالفعل تلك التدفقات في محاولة لإلحاق الضرر بالسلع. وإذا كان ثمة اضطرابات فعلية في العرض، فهو سبب أساس لزيادات كبيرة في الأسعار“.
ورأى التقرير أنه ”من المؤكد عدم وجود دليل في هذه المرحلة على أن روسيا ستقطع إمدادات النفط عن العالم“.
وأشار إلى أن ”الغرب بذل قصارى جهده لإخراج صناعة الطاقة الروسية من العقوبات على أمل تقليل تأثير السوق“.
وقالت الشبكة الأمريكية إنه ”قد يقرر الرئيس الروسي أن هذا هو أحد الأسلحة التي من الأفضل تركها دون استخدام، خاصة أن روسيا تحتاج الآن لعائدات النفط أكثر من أي وقت مضى“.
وتابعت ”منذ وقت ليس ببعيد، كان يُنظر إلى أنه من غير المرجح أن يلجأ بوتين إلى تسليح النفط، مثل هذه الإستراتيجية تخاطر بإثارة غضب بقية العالم ضد روسيا“.
وأضافت ”الأسوأ من ذلك أن الحد من شحنات النفط من شأنه أن يعرّض اقتصاد روسيا المركزي النفطي للخطر“.
وختمت أن ”النفط والغاز الطبيعي شكٌل نحو 43٪، في المتوسط، من الإيرادات السنوية للحكومة الروسية بين عامي 2011 و2020“.