مازوت السوق السوداء يبلغ أسعارًا باهظة رغم انحسار موجة البرد

يقول البعض إن السبب هو تأخر رسائل المازوت، وغيرهم يرجع الأمر إلى غلاء المحروقات عالميًا والأزمات الدولية، وآخرون يعتبرون أن القصة برمتها متعلقة بالذعر والخوف الذي اجتاح السوق السورية؛ ومهما كان التفسير فالنتيجة واحدة أن سعر المازوت الحر في سوريا بلغ أرقامًا قياسية جديدة.

وهكذا ارتفع سعر المازوت ليصبح اللتر بـ 3 آلاف ليرة أو أكثر، بعد استقراره الشهر الماضي عند سقف 2500 ليرة في المناطق العادية، و2700 ليرة بالمناطق الأكثر برودة.

وقد بين مواطنون، كما نقلت عنهم صحيفة "الوطن" المحلية، أن رسائل المازوت للدفعة الثانية من مخصصاتهم تأخرت كثيراً، وهو ما يضطرهم للبحث عن بديل لاستخدامه في ساعات الصباح الأولى عند تحضير أطفالهم للذهاب إلى المدارس، وفي الليل حيث يهبط البرد بكل ثقله.

وأوضح العديد منهم، أنهم أقلعوا عن شراء الحطب بسبب مشكلاته الكثيرة في الاشتعال ونشر الروائح المزعجة، وتسببه بأمراض صدرية لأطفالهم، ولجأوا إلى المازوت الحر المتوافر بكثرة، ولكن بأسعار مرتفعة.

ولفت الأهالي إلى أن سعر المازوت الحر صعد مع بداية هذا الشهر، إلى 3000 ليرة وقد كان بـ 2500 ليرة. وقال أحدهم: "العجيب أن السعر موحد لدى الباعة الذين ينتشرون بالأحياء وعلى الطرقات والأرصفة، ما يدل على أن مصدر المازوت واحد، والأكثر عجباً أنه متوافر بكثرة بتلك الأماكن ولكنه مفقود لدى (المحروقات) التي تأخرت كثيراً بتوزيع الـ 50 لتراً الثانية لمعظم المواطنين."

وقال آخر:" رغم غلاء المازوت الحر فهو متاح بأي وقت، ونستعين به على البرد، فسعر الكالون 60 ألف ليرة، ونشتريه مكرهين ولسنا أبطالاً، كي لا نمرض نحن وأطفالنا نتيجة البرد الذي هو سبب كل علة."

ومن جانبه بيَّنَ عضو باللجنة الفرعية للمحروقات، أن شكاوى المواطنين من تأخر الرسائل صحيحة ومحقة. وعزا ذلك إلى قلة الكمية المخصصة من مازوت التدفئة للمحافظة.

وأوضح أنه كان يرد للمحافظة يومياً ما بين 27-28 طلباً، وقد خفضت لنحو 17 – 20 طلباً لكل القطاعات منها 4 للتدفئة فقط، واثنان منها بسعر التكلفة. ورداً على سؤال حول نسبة توزيع الدفعة الثانية للمواطنين على مستوى المحافظة، بيَّن أنها لما تزلْ ضعيفة.

وأشار إلى أن واقع التوزيع كان بالفترة الماضية أفضل بكثير، حيث كانت المحافظة تدعم كل، يوم جمعة بنحو 50 طلباً النسبة العظمى منها للتدفئة وهو ما غطى الدفعة الأولى كاملة.

وبيَّن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة "رياض زيود"، أن الدوريات تتابع المتاجرين بالمحروقات، وضبطت خلال هذا الشهر العديد من المتاجرين بها، والمحطات التي تتلاعب بالمضخات اتخذت الإجراءات القانونية بحق المخالفين.

وأوضح أنه تم كذلك ضبط العديد من الصهاريج بمخالفة نزع الخاتم الرصاصي بقصد التلاعب بالعداد، أثناء توزيع المازوت للمواطنين.

ولفت مدير التجارة الداخلية إلى أنه تم إغلاق محطتي "عزنك" بالغاب و"كفر الطون" بريف حماة لمخالفتهما التعليمات الناظمة لتوزيع المحروقات وفق البطاقة الإلكترونية. كما تمت مصادرة نحو 200 لتر من المازوت من المتاجرين.