لعبت مع الكبار وأطاحت بـ سكايب... قصة وسر نجاح شركة زوم التي أذهلتنا جميعًا
نتذكر جميعًا ما حصل خلال عام 2020 مع انتشار جائحة كورونا، حين ارتفعت شعبية تطبيقات مكالمات الفيديو بشكل كبير، وكان أبرزها: تطبيق (زوم/ Zoom) الذي شهد معدل استخدام عالي للغاية.
إذ قفز "زوم" حينها من 10 ملايين مستخدم يوميًا في 2019 إلى أكثر من 300 مليون شخص مشارك في الاجتماعات عبر التطبيق يوميًا، وتريليوني دقيقة من مكالمات الفيديو، وأصبحت عبارة (Let’s Zoom) معروفة في جميع أنحاء العالم.
الحرب مع المنافسين والميزة التي كانت سر النجاح:
منذ ظهوره قبل ثماني سنوات، كان تطبيق زوم معروفًا على أنه تطبيق مكالمات الفيديو الذي يستخدمه موظفي الشركات فقط لعقد الاجتماعات عن بُعد، لكن مع انتشار جائحة كورونا أصبح التطبيق مستخدمًا على نطاق أوسع، من الحكومات إلى هواة الطبخ وكذلك لاستضافة المناسبات والأعياد.
وقد وجد التطبيق بالفعل منافسة شرسة من تطبيقات تابعة لشركات التكنولوجيا العملاقة، مثل: آبل وجوجل ومايكروسوفت وفيسبوك، لكن مع ذلك صعد التطبيق إلى القِمة بسرعة، وهذا يعود لميزة واحدة – يجب أن تُتاح في جميع المنتجات بلا استثناء – وهي: إمكانية الوصول.
أهم ما يميز زوم كان أنه يتيح للمستخدمين القدرة على الاتصال وعقد المؤتمرات دون الحاجة لتنزيل تطبيق، واتباع الكثير من الخطوات لإنشاء حساب أيضًا. بعكس التطبيقات الأخرى، التي قامت بتوفير هذه الميزة فقط بعد النجاح الكبير الذي شهده تطبيق زوم وانتشاره الهائل. كما استفاد زوم في البداية من وجود إصدار مجاني يقدم ميزات قوية.
الإطاحة بسكايب... حربٌ بطلها المؤسس:
يقال إن القوة الكامنة وراء جعل تطبيق زوم سهل الاستخدام، جاءت من "إيريك يوان" المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، والموظف السابق في شركة Webex الذي عمل في تطوير برمجيات مؤتمرات الويب منذ وصوله إلى الولايات المتحدة عام 1997 قادمًا من الصين.
وقد ترك العمل بعد فشله في إقناع مسئولي شركة Webex بأن السرعة وسهولة الاستخدام ودعم الأجهزة المحمولة هي العناصر التي تحتاج إلى الأولوية ويجب التركيز عليها.
لذلك استفاد "يوان" من خبرته السابقة في تطوير تطبيق زوم ليكون منافسًا لتطبيقات عديدة، مثل: تطبيق (Skype)، الذي يعتبر على النقيض تمامًا، حيث يتطلب استخدامه إنشاء حساب أولًا، إلا أنه لم يكن أولوية للعديد من الأشخاص الذين يحاولون ببساطة التواصل مباشرة بعد فتح تطبيق مكالمات الفيديو مباشرةً.
ولكن لم يكن طريق زوم سالكًا بأكمله، بل سرعان ما أصبح سهولة الاستخدام سيفًا ذا حدين، حيث ظهرت هجمات مرتبطة بهذه الميزة تُعرف بهجوم (Zoom-bombing)، وأصبح هذا الأمر مصدر قلق للكثيرين، لدرجة أن الوكالة الوطنية للجريمة في المملكة المتحدة ومكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة اضطرا إلى إصدار تحذيرات ونصائح حول كيفية الحفاظ على المكالمات آمنة.
ونتيجة لذلك قدم التطبيق ميزات جديدة للحد من هذه الهجمات، مثل: السماح لمالكي الحسابات والمسؤولين بتعطيل رمز الاجتماع الشخصي، وإضافة طبقة إضافية من الأمان إلى التطبيق لصد المهاجمين والفضوليين.
مايكروسوفت تتخلى عن سكايب وتنافس بـ Teams:
جعل النجاح الكبير لتطبيق زوم العديد من الشركات تحاول جاهدة المنافسة، ومن ضمنها شركة مايكروسوفت التي قدمت إصدار من تطبيق (Teams) موجه للمستهلكين كجزء من حملة أكبر لجعل التطبيق أداة أساسية للتواصل بين الأصدقاء والعائلة وكذلك الشركات.
حيث شهد تطبيق (Teams) بالفعل نموًا مذهلًا بعدما ارتفع مستخدميه من 44 مليون مستخدم يوميًا إلى115 مليون مستخدم نشط في نهاية 2020 . وقد اضطرت الشركة للتخلي عن برنامج "سكايب للأعمال" وإهمال سكايب بشكل عام، معترفةً بأنه تلقى هزيمة فادحة من طرف شركة لا تقارن بها مثل زوم.