ما معنى أن يتم استبعاد روسيا من النظام المالي العالمي وماذا سيحدث حينها؟
قالت كندا والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إنهم قد يتحركون لاستبعاد روسيا من نظام سويفت/ SWIFT للمدفوعات العالمية بين البنوك في جولة أخرى من العقوبات التي تهدف إلى وقف الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن هذه الخطوة قد تحدث في الأيام المقبلة بعد أن خفف مسؤولون في ألمانيا وإيطاليا من معارضتهم لإقصاء روسيا من شبكة المدفوعات الدولية الرئيسية في العالم.
واليوم غرّد وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا" على تويتر "لن أكون دبلوماسياً في هذا الشأن. على كل من يشك الآن فيما إذا كان يجب حظر روسيا من سويفت أن يفهم أن أيديهم ستكون ملطخة بدماء الرجال والنساء والأطفال الأوكرانيين الأبرياء. فليتم حظر روسيا من السويفت."
وسيمثل ذلك تصعيداً إضافياً للعقوبات المنسقة التي فرضتها القوى الغربية على روسيا والتي شملت عقوبات نادرة تستهدف بصفة شخصية الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف.
لكن ما هو نظام سويفت أصلًا؟
يقع مقر SWIFT، الذي يرمز لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، في بلجيكا، وتتعامل الجمعية مع طلبات الدفع والمراسلة بين 11 ألف مؤسسة مالية في جميع أنحاء العالم، وقد سلّمت العام الماضي ما معدّله 42 مليون رسالة يوميًا.
تُشبِّه صحيفة "واشنطن بوست" النظام بـ "Gmail" الخاص بالخدمات المصرفية العالمية، وتشير صحيفة "الفاينانشيال تايمز" إلى أنه بينما لا يزال بإمكان روسيا وغيرها إجراء معاملات مصرفية مع دول أخرى بدون نظام سويفت، إلا أنها ستأخذ جهدًا أكبر وتكون أكثر تكلفة.
ويشرح لنا الخبراء أن هذا النظام هو أحد أعمدة المركزية المالية في العالم، وكونه بيد الغرب يجعل من القوى العظمى الرأسمالية في مركز السيطرة، ويعطيها قوة وصلاحيات شبه مطلقة تمكنها من عزل أي دولة ماليًا بكل معنى الكلمة.
ماذا يعني أن يتم عزل روسيا من نظام السويفت؟
إن عزل روسيا عن نظام سويفت سيكون له تأثير اقتصادي كبير؛ فعندما ارتأت الولايات المتحدة طرد روسيا من النظام في عام 2014 بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم، قدر وزير المالية الروسي السابق "أليكسي كودرين" أن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا سينكمش بنسبة 5% خلال عام بدون نظام السويفت، وشبه رئيس الوزراء آنذاك "ديمتري ميدفيديف" الخطوة بـ "إعلان الحرب".
وتشير صحيفة "الفاينانشيال تايمز" أيضًا، إلى أن هذه الخطوة ستضر بقدرة روسيا على جني أرباح من صادرات النفط والغاز التي تشكل 40% من عائدات البلاد.
في الواقع قد أنشأت روسيا بالفعل نظام مدفوعات بديل، ولدى الصين أيضًا نظامها الخاص الذي يمكن لروسيا استخدامه، لكن المجلس الأطلسي يشير إلى أن كلا النظامين أصغر بكثير من نظام سويفت ولن يعوضا بما فيه الكفاية عنه.
لماذا يلوح الغرب بالحظر ولم يقدم عليه حتى الآن؟
إن إزالة روسيا من هذا النظام من شأنه أن يضر بالشركات التي تزود روسيا بالسلع وتشتري منها، ولا سيما ألمانيا. فروسيا تعد المزود الرئيسي للنفط والغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي، ولن يكون العثور على إمدادات بديلة أمرًا سهلاً.
ومع ارتفاع أسعار الطاقة بالفعل، فإن المزيد من الاضطراب هو أمر تريد العديد من الحكومات تجنبه، وسيتعين على الشركات الدائنة لروسيا إيجاد طرق بديلة لتحصيل الأموال.
ويقول بعض الناس إن مخاطر حدوث فوضى مصرفية دولية كبيرة للغاية؛ وذلك في حال القيام بحظر روسيا من هذا النظام.
ولا مناص من الاعتراف أنه إذا تم حظر روسيا بالفعل من نظام السويفت، ثم نجحت باستبداله بنظام مالي آخر أكثر فعالية وأمانًا (البلوك تشين على سبيل المثال) فإن ذلك سيكون كفيلًا بتلطيخ سمعة المركزية المالية الغربية بشكل لا يمكن تداركه.