روسيا تُصَعِّد وأميركا تهدد... تخبط وخوف يجتاح أسواق المال والسلع في العالم

في تصعيدٍ اعتبره البعض كإعلان حرب، أعلن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، يوم أمس الاثنين، اعتراف بلاده رسميًا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.

ووقع "بوتين" مرسومين يعترفان باستقلال دونستيك ولوهانسك، بعد خطاب تليفزيوني مطول ألقى فيه باللوم على أوكرانيا والغرب في تفاقم التوتر الحالي على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

وبحسب بيان الكرملين، فإن القادة الفرنسيين والألمان "أعربوا عن خيبة أملهم من هذا التطور. وفي الوقت نفسه، أبدوا استعدادهم لمواصلة الاتصالات".

ومنذ 2014 - 2015، يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على منطقتين يطلقون عليهما نفسيهما جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين في شرق أوكرانيا على الحدود مع روسيا.

أميركا لن تقف متفرجة:

قال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ستعلن اليوم الثلاثاء عن فرض عقوبات جديدة على روسيا رداً على قرارها الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا وإرسال قوات "لحفظ السلام" إلى هناك.

وكان البيت الأبيض قد قال إنّ الرئيس "جو بايدن" وقّع أمراً تنفيذياً يحظر التجارة والاستثمار بين الأميركيين والمنطقتين الانفصاليتين بشرق أوكرانيا اللتين اعترفت روسيا باستقلالهما.

ويحظر الأمر التنفيذي "الاستثمارات الجديدة" لأي أميركي أينما كان، و"استيراد أي سلع أو خدمات أو تكنولوجيا من المنطقتين المعنيتين، إلى الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر".

بدوره، سيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كيانات وأفراد روس "تتناسب" مع إعلان الرئيس فلاديمير بوتين اعترافه باستقلال الانفصاليين في شرق أوكرانيا، كما أفادت الأخبار الواردة من فرنسا.

الروبل الروسي في أسوأ أيامه:

سجلت العملة الروسية أدنى مستوى لها منذ 15 شهراً عند 80.5825 روبل مقابل الدولار، وذلك بشكل متسارع بعد خطاب "بوتين" أمس الاثنين.

وتراجعت أسهم شركة "يونايتد كو روسال انترناشيونال" (United Co. Rusal International)، المتداول أسهمها في البورصة، المنتجة للألمنيوم ومقرها روسيا بما يصل إلى 22% في هونغ كونغ، وهي أكبر خسارة منذ أبريل/ نيسان 2018.

وارتفع العائد على السندات الروسية المصدرة بالدولار المستحقة في عام 2047، 26 نقطة أساس إلى 5.38% يوم الاثنين.

الأسواق العالمية في دوامة من التخبط والقلق:

دخلت أسواق المال والسلع العالمية في حالة من التخبط والقلق، وتعزز خوف المستثمرين نتيجة التناقض والأخذ والرد الحاصل في الساحة الدولية، فاليوم نسمع أخبارًا أن طبول الحرب تقرع، وغدًا يخرج أحد المسؤولين ليستبعد قيام الحرب. وهو ما وضع الأسواق في وضع لا تحسد عليه.

بدايةً من أسعار النفط، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي بنحو 2.10 دولار أو 2.2% لتصل إلى 97.49 دولار للبرميل، بعدما زادت 2% يوم أمس. مما يعني اقترابها من مستويات الـ 100 دولار المفصلية.

وقفزت اليوم أيضاً عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط بواقع 3.25 دولار أو 3.6% لتصل إلى 94.32 دولارًا للبرميل.

وتراجعت العملة المشفرة الشهيرة "بيتكوين" لليوم السادس على التوالي لتلامس أدنى مستوى لها عند 36,372 دولار اليوم الثلاثاء، وذلك في ظل هروب جماعي من أصول المخاطرة لصالح الذهب.

أما أونصة الذهب فكانت هي الرابح الأبرز بعد النفط من هذه المعمعة، حيث صعد سعر الأونصة إلى مستويات أعلى من 1900 دولار، وقاربت 1915 دولارًا في ذروة صعودها. مما ينذر باحتمالية اختراق مستويات الـ 2000 دولار مجددًا في حال تصاعد التوترات أكثر.