يستخدمون نشارة الخشب... القهوة في سوريا باهظة الثمن ومغشوشة
يشتكي الناس في سوريا أنه لم يعد للبن نكهته اللذيذة كما في السابق، فتارةً يترافق مع لذعة حموضة، وتارةً أُخرى يبدو أثناء تذوق القهوة أن فيها نكهة شيء محروق بارزة.
وذلك إن دل إنما يدل على وجود غشٍ بالبن المباع، من طرف بعض الباعة ضعاف النفوس الذين طغى عليهم الطمع، أو من طرف الموردين أنفسهم الذين يرغبون بالحفاظ على نسبة مبيعات وأرباح ثابتة رغم غلاء البن على المستوي العالمي.
المواد المستخدمة في غش البن:
في هذا الصدد، بيّن خبير التغذية الدكتور "لؤي اللبّان" أن المواد المستخدمة لغش البِن كثيرة جداً ومتنوعة، منها تحميص الشعير أو البقوليات أو الخبز المحروق أو جذور الهندباء أو نواة التمر بعد طحنها.
وأضاف أن البعض – للأسف - يستخدم نشارة الخشب الناعمة لزيادة الوزن أثناء التحميص من ثم إضافة المنكِّهات لإعطاء مذاق القهوة، وأيضاً استخدام الحمُّص بديلاً عن حبات الهيل.
والبعض يضعون الغليسرين أثناء التحميص ليساهم بتليُّف الحبوب المحمَّصة منعاً لتبخُّر الماء الموجود فيها، مما يعني زيادة الوزن كسباً لمزيد من الأرباح.
وأشار "اللبان" إلى أن أهم سبب للذعة الحموضة في بعض الأحيان يعود إلى تأثر حبوب البن بالرطوبة إثر تخزينها فترات زمنية طويلة.
أين الرقابة الحكومية من كل ذلك؟
بالحديث عن دور وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، فقد أشار المدير العام لحماية المستهلك في الوزارة "حسام نصر الله"، إلى أن كل المواد التي تطرَح في الأسواق سواء كانت غذائية أو غيرها خاضعة للرقابة من قِبل دوريات حماية المستهلك لجهة أسعار هذه المواد وجودتها لضمان مطابقتها للمواصفات القياسية السورية.
وأضاف المدير لصحيفة "تشرين" الحكومية، أنه يتم سحب العيّنات وفي حال الاشتباه بأي مخالفة تُتخَذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين سواء كانوا منتجين أو تجار نصف جملة أو مفرّق، ومحاسبتهم وفقاً لأحكام المرسوم /٨/ لعام 2021.
وحول سعر القهوة بيّن مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك "تمَّام العقدة"، أن الحد الأعلى لها يجب ألا يتجاوز الثلاثين ألف ليرة، مؤكدًا أن تكلفة استيراد البِن عالية جداً بالإضافة إلى حوامل الطاقة التي تؤدي أيضاً لرفع السعر سواء للبِن المطحون أو الأخضر.