موجة ارتفاع في إيجارات المنازل تجتاح العاصمة دمشق

شهدت العاصمة دمشق مؤخرًا موجة ارتفاع للأسعار شملت مختلف القطاعات، ومنها إيجار العقارات، إذ بدأ المواطنون البحث عن أي فرصة لرفع دخولهم، ما أدى إلى تحميل شريحة عريضة من المستأجرين أعباء مادية كبيرة في ظل تفاقم تدهور الوضع المعيشي.

في هذا الصدد، فقد التقت صحيفة "العربي الجديد" مع عدد من الأهالي المستأجرين في دمشق، الذين أبدوا امتعاضهم واشتكوا من الغلاء الشديد وارتفاع أسعار الإيجارات فجأة.

معاناة كبيرة يتكبدها السوريون مع الإيجارات والغلاء:

قال "سعيد ضو" ذو الـ 56 عاماً، وهو نازح يقيم في أطراف دمشق الجنوبية: "خلال الأيام القليلة الماضية، تحديداً على أعقاب قرار رفع الدعم عن مئات آلاف العائلات، طلب صاحب المنزل الذي أستأجره منذ سنتين مضاعفة إيجار المنزل من 75 ألف ليرة سورية إلى 150 ألف ليرة"

وأضاف: "عندما سألته عن سبب هذه الزيادة الكبيرة، قال لي: رفعوا الدعم عنا لأنني أمتلك هذا البيت وأعيش منه، لقد أصبحنا بحاجة إلى 52 ألف ليرة ثمن خبز فقط، وأسطوانة الغاز بـ 32 ألف ليرة، وفي السوق السوداء تباع بـ 100 ألف ليرة".

وتابع: "لم أستطع أن أقول له شيئاً، فالقيمة الشرائية لـ 150 ألف ليرة اليوم، لا تؤمّن احتياجات العائلة لأكثر من بضعة أيام مع التقشف، لكن في المقابل أنا راتبي الشهري نحو 150 ألف ليرة، ولولا عمل ابني وابنتي، وما يصلني من ابني اللاجئ في أوروبا، كنا سنعجز عن تأمين طعامنا اليومي، وإيجار المنزل أصبح مبلغاً كبيراً بالنسبة لدخلنا، فأبنائي بحاجة لبناء مستقبلهم أيضاً".

من جانبه، قال "فراس حلوم" (39 عاماً)، وهو رب أسرة مكونة من 4 أشخاص، ومقيم في ضواحي دمشق: "خلال الشهر الجاري، حدثت موجة كبيرة لرفع إيجار المنازل، فإيجار منزلي المكون من 3 غرف أصبح بـ 200 ألف ليرة، وهو مبلغ كبير بالنسبة لي، وكذلك أهلي رفعوا الإيجار عليهم، لذلك سنتشارك السكن في منزل واحد ونتقاسم الإيجار، وهذا هو الحل الوحيد".

وتابع "بالرغم من صعوبة أن نعيش 8 أشخاص في منزل صغير، إضافة إلى ما قد يحدث من احتكاك جراء تفاصيل الحياة اليومية، لكن ليست لدينا خيارات، وأنا أعلم أنّ هناك منازل تسكنها أكثر من عائلة ليتمكنوا من دفع إيجار المنزل، ومنهم من يضطر إلى أن يكون الرجال في غرفة والنساء في غرفة ليتسع لهم".

بدوره، قال "أبو قاسم عبد الله"، وهو صاحب مكتب سمسرة لإيجار وبيع العقارات: "عقب قرار الدعم، ارتفع إيجار المنازل بشكل كبير، ضمن موجة غلاء طاولت كلّ شيء من الخضار والفواكه والمواد الغذائية إلى الأدوات الكهربائية والسيارات. ففي عشوائيات دمشق، يبدأ الإيجار من 100 ألف ليرة ويصل إلى 200 ألف، أما في دمشق فإيجار منزل صغير يبدأ من 500 ألف ليرة شهرياً، وهناك منازل بمليونين أو أكثر، وهناك منازل في بعض الأحياء الراقية إيجارها بالدولار".

وأضاف: "الإيجارات المرتفعة تدفع كثيراً من العائلات إلى الانتقال للعيش في العشوائيات التي تحيط بالمدينة، أو الانتقال إلى مناطق الريف، القريبة من المدينة، لانخفاض الإيجارات مقارنة بها، على الرغم من سوء الخدمات من كهرباء وماء واتصالات والأهم سوء المواصلات، كما أن هناك عائلات تلجأ إلى السكن المشترك ليتعاونوا على دفع الإيجار، لكن في حال تواصل ارتفاع إيجار المنازل بهذه الوتيرة، قد نجد عائلات في الشارع".