ربما حان الوقت لحذف أصفار جديدة... مطاعم ومتاجر في إيران تبدأ باستخدام الدولار

أكدت وسائل إعلام إيرانية يوم أمسٍ الأحد، أن عدداً من المطاعم الراقية في العاصمة طهران، بدأت بعرض أسعار الوجبات التي تقدمها للزبائن بالدولار الأمريكي بدلاً من العملة الإيرانية الوطنية (التومان).

وقد تحدث مراقبون أن عددًا من المتاجر أيضًا (خصوصًا العاملة في مجال التكنولوجيا والقطع الكهربائية)، قد بدأت بالفعل في التسعير بالدولار بشكل غير مباشر، أو مباشر أحيانًا.

وذكر موقع "التجارة نيوز" الإيراني، أنه في ظاهرة غريبة، قامت مطاعم فخمة في العاصمة طهران بعرض أسعار الوجبات ضمن قائمة الطعام بالدولار الأمريكي بدلاً من العملة الوطنية.

وأشار الموقع في تقريره إلى أن "أسعار الأطعمة في بعض المقاهي والمطاعم تتراوح بين 7 ـ 50 دولارا (185 ألف ـ مليون و325 ألف تومان)"، مضيفاً أن "هذه الخطوة جاءت بسبب أن أسعار المواد الغذائية في إيران تتزايد يومًا بعد يوم".

ولفت التقرير إلى أن أرخص الأطعمة تكلف سبع دولارات على الأقل، بينما أغلى طعام في القائمة الرئيسة يُباع بـ 50 دولارًا.

ومن زاويةٍ أخرى، تحدث البعض عن موضوع حذف أصفار جديدة من التومان بنوع من التهكم والأسى، حيث لم تعد العملة الإيرانية كافية للتعبير عن الأسعار بشكل منطقي كما يصفون.

الجهات الرسمية تحذر وتتوعد:

في السياق ذاته، توعد رئيس اتحاد أصحاب المطاعم في إيران "علي أصغر مير إبراهيمي"، بمحاسبة أصحاب المطاعم الذين يقدمون أسعار وجباتهم بالعملات الأجنبية.

وقال "مير إبراهيمي" في حديثٍ لموقع "التجارة نيوز"، إن "الوجبات لا يمكن أن تُحسب إلا بالعملة الوطنية وهي التومان“، وتوعد بمحاسبة من أسماهم بـ "المخالفين للقانون".

ثم أضاف: "نحن نعيش في إيران وعملة إيران هي التومان، لذلك يجب أن يكون تسعيرة المطاعم في جميع أنحاء البلاد على أساس العملة الوطنية وليس الدولار".

وتابع رئيس اتحاد المطاعم موضحًا أن "المطاعم التي تحصل على دولارات مقابل بيع طعامها وخدماتها غير مرخصة، وإذا وصلنا بلاغ بهذا الخصوص، فسيتم التعامل مع المطاعم المخالفة".

وضع مأساوي وتضخم شديد في إيران:

تشير التقارير الإعلامية الإيرانية إلى أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية هذه الأيام لا تتماشى مع دخل الأسرة، ولم يعد بإمكان بعض الأشخاص الحصول على السعرات الحرارية القياسية التي يحتاجونها يوميًا.

وهناك أيضًا تقارير رسمية تفيد بأن نصيب الفرد من استهلاك العديد من الأطعمة، بما في ذلك اللحوم الحمراء، قد انخفض إلى النصف، في حين لا يتمكن بعض الإيرانيين من تحمل أسعار السلع الأساسية، لا سيما الذهاب إلى المطاعم التي تعتمد أسعارها على سعر الدولار.

وذكرت وزارة العمل والرعاية الاجتماعية في تقرير لها، أن العامل الأهم في زيادة خط الفقر هو التضخم المرتفع في مجموعتي الغذاء والسكن.

وتشير التقارير إلى أن هناك قائمة في بعض المناطق الفاخرة في طهران تظهر أن المجتمع الإيراني يعاني من الانقسامات الطبقية والفروق الهائلة في الدخل بين العائلات.

وأظهر تقرير صادر عن مركز الإحصاء في النصف الثاني من العام الماضي انخفاضًا بنسبة 46% في استهلاك الفرد من اللحوم في إيران، الأمر الذي دفعهم إلى أن يحوّلوا توجههم إلى سلع بديلة مثل فول الصويا والفطر.