بمجرد أن لاحت بوادر الحرب... الروبل الروسي يسجل أسوأ أداء منذ عامين
شهدت الأصول الروسية بشكل عام أيامًا عصيبة للغاية، بعد أن حذرت الولايات المتحدة الأميركية من أن موسكو قد تغزو أوكرانيا خلال الأسبوع الجاري، لينخفض الروبل بأكبر وتيرة منذ فترة لتفشي جائحة فيروس كورونا في مارس/آذار 2020.
وانخفضت العملة الروسية بنسبة 2.9% في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، إلى 77.2 روبل مقابل الدولار، مسجلة أسوأ يوم لها منذ فترة عامين.
وأغلقت سوق الأسهم الروسية الأسبوع الماضي، على تراجع، لتفقد نحو 6% منذ بداية 2022، بتقييم العملة المحلية، وفقاً لبيانات "بلومبيرغ".
وتماشيًا مع الموجة الهابطة، فقد انخفض صندوق "أر اس اكس"، أكبر صندوق متداول في بورصة نيويورك، الذي يتعقب الأسهم الروسية، بأكبر نسبة في ثلاثة أسابيع، وقفزت مؤشرات مخاطر الائتمان للديون الروسية والأوكرانية.
وزادت مخاطر الأصول على نطاق واسع من الخسائر، حيث نصحت كل من بريطانيا والولايات المتحدة مواطنيها بمغادرة أوكرانيا بسبب التوترات.
وقال وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن"، يوم السبت الماضي، إن احتمال قيام روسيا بعمل عسكري في أوكرانيا بات وشيكاً وكبيراً بما يكفي لتبرير مغادرة الكثير من موظفي السفارة الأميركية في العاصمة الأوكرانية.
ماذا سيحدث إذا غزت روسيا أوكرانيا؟
أبسط إجابة على هذا السؤال هي مال قاله "وين ثين"، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملة في شركة "براون براذرز هاريمان آند كو" في نيويورك لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية: "الأمر ثنائي أو مزدوج للغاية، ومن المستحيل توقعه بشكل أساسي. إذا غزت روسيا، فإن الروبل الروسي سيضعف، إذا توقف أو تخلى بوتين عن الغزو، فإن الروبل الروسي سيقوى".
في الاتجاه المقابل، يؤكد بعض المطلعين أن روسيا تفهم جيدًا "الفخ الأمريكي" المعد لاستدراجها نحو الحرب، وهي تعي أيضًا أن اقتصادها غير جاهز لها. ذلك أن سقوط روسيا في مغبات الحرب سينتج عنه انهيار اقتصادي يجعلها تفقد فرصتها في منافسة الكيانات الرأسمالية الكبرى بالعالم.
ووفق واشنطن، فإن حشد روسيا لأكثر من 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا ينذر بغزو وشيك، وزادت من تحذيراتها في الأيام الأخيرة، لكن موسكو تنفي وجود أي خطط لغزو أوكرانيا، ووصفت تحذيرات واشنطن بأنها "هستيريا".
وقد هدد البيت الأبيض بفرض عقوبات اقتصادية في حال الهجوم. وفي هذه الأثناء تتعرض المؤشرات الاقتصادية الروسية والأوكرانية على السواء للارتباك.
وارتفعت مخاطر الائتمان للديون الروسية والأوكرانية، في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، لكن لم تصل بعد إلى مستوى الذروة المسجل في 24 يناير/كانون الثاني 2022، عندما تصاعدت التوترات بين موسكو وكييف.
وقال "مالكولم دورسون"، مدير الاستثمار في مؤسسة "ميراي آسيت غلوبال انفستمنتس" في نيويورك، إن التطورات "سلبية بشكل متزايد، ما يرفع علاوات مخاطر السوق، ويؤدي إلى عمليات البيع المكثفة التي شهدناها يوم الجمعة الماضي".
مع ذلك، لا يزال السيناريو الأساسي لدى "دورسون" يتجه نحو خفض التصعيد، الذي من منظور الاستثمار "يشير إلى وجود فرصة في السوق".