رفضًا للذل في آليات الدعم... مواطنون من السويداء يسلمون بطاقاتهم الذكية للبلدية

سلّم مواطنون في بعض مناطق السويداء يوم الخميس الماضي بطاقاتهم الذكية للبلدية، وذلك تعبيراً عن رفضهم لقرارات الحكومة ونهجها في توزيع وهيكلة الدعم.

في التفاصيل، فقد أفاد موقع "السويداء 24" أن "العديد من أهالي قرية (صما البردان) في ريف السويداء الجنوبي، قرروا تسليم بطاقاتهم الإلكترونية للبلدية، رفضاً للذل ولآلية التوزيع على البطاقة من المحروقات والتموين ونهاية بالخبز".

وقال أحد أهالي القرية إنهم "سلموا البطاقات، دون تنسيق مسبق". مضيفاً أن "العشرات توافدوا إلى البلدية بشكل حضاري للتعبير عن احتجاجهم".

وقد حدث ذلك بعد ان أثارت القرارات المتعاقبة للحكومة السورية، غضب الشارع بمختلف مكوناته في عموم المحافظات. لكن أهالي السويداء اختاروا هذه المرة أن يعبروا عن امتعاضهم بأسلوب مختلف.

احتجاجات منددة بالواقع المعيشي:

في الوقت نفسه، تجددت الاحتجاجات المطالبة بتحسين الواقع المعيشي في السويداء، حيث يندد الأهالي بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تصبح أسوأ مع الوقت. معتبرين أن لا أحد من المسؤولين يحس بمعاناتهم والجميع "يشبعهم بالتصريحات بدون أفعال" كما علق البعض على مواقع التواصل.

وتجمع عدد من المحتجين، لليوم الخامس على التوالي، أمام مقام "عين الزمان"، ثم انتقلوا لتجديد وقفتهم، في ساحة السير، وسط مدينة السويداء، لمدة لا تتجاوز نصف ساعة، وجدد المحتجون دعواتهم لتنظيم وقفة في يومٍ آخر. بحسب ما ذكر موقع "السويداء 24".

في الاتجاه المقابل، فإن الحكومة تؤكد أن الهدف من كافة قراراتها هو توجيه الدعم للفئة الأكثر استحقاقًا وتركيز موارد الدولة على الشريحة الأكثر فقرًا من الشعب. وتؤكد أن الموازنة العامة لن تحتمل الاستمرار بالدعم على النهج القديم، وكان لا بد من التغيير.

يأتي ذلك على الرغم من الانتقادات الشديدة التي تأتي للحكومة من كل مكان، فحتى المسؤولين السابقين أو الخبراء الاقتصاديين المقربين منها، يصرون أن ما يحدث حاليًا سيودي بالبلد إلى كارثة اجتماعية ويحذرون من عواقب وخيمة.

وما يثير حفيظة الناس أن الاستبعاد من الدعم ما زال في مرحلته الأولى فقط، مما يعني أن المزيد من القيود على تلقي الدعم الحكومي ستأتي عاجلًا أم آجلًا، لكن المراقبين يستبعدون أن تستعجل الحكومة في قرارها حاليًا.