أسعار اللحوم في سوريا تعود للارتفاع مجددًا بعد فترة من الاستقرار

شهدت أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق السورية فترة طويلة من الاستقرار بسبب انخفاض الطلب الشديد وبُعد أسعارها عن قدرة الناس الشرائية. وقد أكد رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها "أدمون قطيش"، في نهاية العام الماضي 2021، أن حركة تهريب الأغنام من سوريا منخفضة حالياً، مشيراً إلى أن أسعار اللحوم في سوريا باتت متقاربة مع أسعار دول الجوار التي يتم التهريب إليها.

وفي مناقضةٍ لكلامه السابق، كشف "قطيش" مؤخرًا أن أسعار اللحوم الحمراء في أسواق العاصمة قد ارتفعت، وبرر ذلك أن عمليات التهريب هي أحد الأسباب الرئيسة لهذا الارتفاع في الوقت الحالي، وخصوصاً العجول التي يتم تهريبها إلى لبنان.

وقد وصلت أسعار لحوم العجل إلى 35 ألف ليرة لكيلوغرام اللحمة الهبرة مع دهن بنسبة 25 في المئة، في حين تجاوز سعر كيلوغرام الهبرة من دون دهن 40 ألفاً.

وقال "قطيش" لصحيفة "الوطن" المحلية، إن سعر كيلوغرام لحم العجل الحي ارتفع في الفترة الأخيرة ليصل إلى 12,500 ليرة، مقتربًا بذلك من سعر الخروف القائم بأقل من ألف ليرة.

وأوضح أن معظم اللحامين أصبحوا يعتمدون آلية البيع ما يسمى "القص" وذلك لكي يستطيعوا الاستمرار.

وأشار "قطيش" أنه إلى جانب التهريب يوجد أسباب أخرى تساهم بهذا الارتفاع منها ارتفاع تكاليف التدفئة والأعلاف ما ينعكس سلباً على المربي الذي يجد نفسه مضطراً للبيع لمن يعطيه سعراً أفضل.

وبات المربي حاليًا، بدلاً من أن يبيع بخسارة للحامين حيث سعر الكيلوغرام القائم ثمانية آلاف، يتوجه مباشرةً إلى التاجر الذي يدفع 13 ألفاً بالكيلوغرام القائم ويبيع تالياً بأسعار تصل إلى 17 أو 20 ألفاً للكيلوغرام للأسواق في لبنان مثلاً.

ووفقاً لرئيس جمعية اللحامين فإن الجمعية سلمت دائرة الأسعار في "تموين دمشق" دراسة واقعية لأسعار اللحوم منذ ما يقارب عشرة أيام من أجل الموافقة عليها وإصدارها لكن ذلك لم يتم حتى الآن.

ثم كشف أن "محافظة دمشق" تنازلت عن حقها بالاشتراك في تسعير اللحوم لتصبح المسألة محصورة بين الجمعية ومديرية التجارة الداخلية.

ويعاني بائعو اللحم الأحمر (الغنم والعجل) في دمشق من ركود كبير يصفونه بأنه "الأشد بتاريخ سوريا"، حيث أصبح معظمهم يفكرون بإغلاق محالهم نتيجة تراجع المبيعات اليومية التي باتت لا تتخطى الـ 10 كيلوغرامات يومياً.

واستغنى كثير من السوريين عن شراء اللحوم الحمراء، وحتى عن لحم الفروج نتيجة ارتفاع أسعارها، وابتعادها الشديد عن قدرتهم الشرائية؛ فحتى لو أراد أحدهم أن يتشجع ويشتري قليلًا من اللحم، سيبقى راتبه بأكمله غير كافي لشراء أكثر من بضع كيلو غرامات.