خيول لتوصيل طلبات الديليفري... الشعب اليمني يتعامل مع الأزمات بأسلوبه الخاص
خلال كافة الأزمات الاقتصادية المتتابعة التي حلت على المنطقة نتيجة الحروب والصراعات السياسية، تباينت أساليب الشعوب في التأقلم والتعامل مع الأزمة. وكان يوجد دائمًا نماذج لافتة تذكرنا بمدى قابلية الإنسان للتعلق بالأمل والتعايش مع كافة الظروف، وما يحدث في اليمن هو خير مثال على ذلك.
في التفاصيل، فقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لإحدى المطاعم في اليمن وهي تستخدم مجموعة من الخيول لتوصيل طلبات الطعام إلى البيوت، نتيجة انعدام المشتقات النفطية وتوقف حركة النقل والمواصلات في صنعاء.
وانتشرت تلك الصور والفيديوهات على مختلف المنصات، مع تعليقات حملت الكثير من الإعجاب والاستغراب لدى الكثيرين. وأكد نشطاء أن الشعب اليمني في زمن الحرب والفقر والحصار، يثبت للعالم كل يوم جسارته ومرونته في التعايش مع نيران الأزمات والتكيف مع أشد الظروف الاقتصادية قسوة، مبتكراً أساليب جديدة كنوع من المقاومة والصمود رغم المآسي وضربات القهر المتلاحقة.
فيما تناول آخرون الأمر على سبيل الطرفة قائلين: "لقد عدنا إلى حقبة الجاهلية، ها نحن نستخدم الخيل والبعير للتنقلات والسفر بسبب أزمة البنزين، وانعدام المحروقات وغلاء البنزين والغاز، وقد نستخدم الحمام الزاجل للتواصل والتراسل عندما ينقطع الإنترنت ثانيةً وتتعطل شبكة الاتصالات".
رسالة إلى العالم:
يقول الناس والنشطاء في اليمن، إن استخدام الخيول ليس إلا رسالة إلى العالم بهدف لفت النظر لأزمة البترول التي أصابت البلاد بشلل تام، ما دفع أصحاب المطاعم إلى ابتكار طريقة جديدة لتسير مصالحها وإبهار عملائها.
في السياق ذاته فقد اعتبر البعض أنه "من الأفضل توظيف عربات نقل تجرها الخيول في شوارع صنعاء الضيقة للترويج للسياحة واستخدامها وسيلة نقل للسكان".
أزمة النفط باليمن:
قال مواطنون يمنيون إن أزمة المشتقات النفطية الخانقة، في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فاقمت من معاناة المواطنين. وأشاروا في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إلى أن "محطات بيع الوقود التجارية والمحطات التابعة لشركة النفط خاضعة لسيطرة الجماعة، حيث توقفت بشكل كامل عن عمليات البيع، ما أدى إلى خلق أزمة مشتقات نفطية خانقة".
وبلغ سعر مادة البنزين في السوق السوداء نحو 25 ألف ريال يمني للغالون الواحد سعة 20 لتر (ما يعادل 40 دولارا أميركيا).
الجدير بالذكر أن اليمن يتمتع بثروة نفطية كبيرة واحتياطي ضخم، إذ تقدّر احتياطيات النفط بـ 11.950 مليار برميل، المعروف منها والمثبت بحدود 3 مليار برميل، لأن الجزء الأكبر من الصخور التي تتكوَّن منها أرض اليمن والجزيرة العربية هي صخور ذات خواص وتراكيب وأعمار جيولوجية مُلائمة لتوليد النفط وتخزينه وحفظه، بحسب الأبحاث والدراسات الجيولوجية.
يقع القسم الأكبر من النفط في اليمن في محافظات مأرب والجوف وشبوة وحضرموت. وبحسب التقارير الاقتصاديّة، تعتبر محافظة الجوف من أكبر منابع النفط في اليمن.