كميات هائلة من الغاز في موزمبيق تسيل لعاب ضباع الطاقة في العالم
في عام 2010 تم في موزمبيق اكتشاف أكبر احتياطات للغاز الطبيعي في أفريقيا جنوب الصحراء، مما حجز لهذا البلد مكانة بين الدول المصدرة العشر الأولى عالميًّا.
لكن الأوضاع الأمنية المتوترة بالبلاد، والهجمات المسلحة واسعة النطاق، أحالت جهود الشركات العالمية للاستفادة من موارد البلد الهائلة إلى أمرٍ بالغ الصعوبة.
ومنذ ذلك الحين وشركات الطاقة العالمية العملاقة المنخرطة في سباق استثمار احتياطات موزمبيق الغنية بالغاز الطبيعي، تحاول بشراهة إعادة إطلاق مشاريع تقدر قيمتها بالمليارات.
في هذا الصدد، فقد التقى "اتريك بوياني" المدير التنفيذي لشركة "توتال إنرجيز" الفرنسية، يوم الاثنين الماضي، الرئيس الموزمبيقي، "فيليب نيوسي".
وعلى الرغم من بوادر أزمة الغاز العالمية، وتلهف الدول الأوربية لإيجاد بديل عن الغاز الروسي، إلا أن الرجلان قد توصلا إلى النتيجة نفسها التي توصلا إليها منذ أشهر: "الوضع الأمني لا يسمح بإطلاق مشروع بقيمة 16.5 مليار يورو في المحيط الهندي".
وعلى الرغم من أن الشركة الفرنسية العملاقة، تعتبر الموضوع حساسا ويتم ضبط التصريحات بإحكام، إلا أن مصدرًا أمنيًا أكد لـ"فرانس برس" أنه رصد أخيرًا تحرّكات في موقع "أفونغي" الذي لا يزال غير مكتمل وحيث استؤنفت الصيانة.
هل يغلب طمع الشركات العالمية خوفها؟
في أواخر مارس/ آذار الماضي تسبب هجوم مفاجئ على مدينة بالما الساحلية الصغيرة بتعليق العمل حتى إشعار آخر في مشروع توتال الضخم الواقع على بعد بضع كيلومترات من مكان الهجوم.
على الرغم من ذلك، يعتبر الخبراء في معهد الدراسات الأمنية ”ISS“ أن شركة "توتال إنرجيز"، يجب أن تعود هذا العام إذا أرادت تحقيق هدفها الجديد للإنتاج عام 2026.
وقالت مجموعة ”إيني“ الإيطالية التي كانت تعول على تسييل الغاز في وسط البحر، لـ“فرانس برس“ إنها تحتفظ بهدفها للإنتاج للفصل الثاني من العام 2022.
وقد وصلت في يناير/ كانون الثاني إلى قبالة سواحل موزمبيق، سفينة ”كورال سول – Coral Sul“ وهي أول منصة لتسييل الغاز الطبيعي في البحر تُرسل إلى القارة الأفريقية وتصل قدرتها إنتاجها السنوية إلى 3.4 مليون طن، على الصعيد الأمني، تؤكد الشركة التي تقود المشروع البالغة قيمته 6.2 مليار يورو، أنها ”تعمل بتعاون وثيق مع الحكومة“.
وبحسب الخبراء، فإن عمليات ”إيني“ البحرية تنطوي على حدّ أدنى من المخاطرة. وذلك لأن ”الهجمات في البحر قليلة جدًا".
أما بالنسبة لمشروع ”إكسون موبيل“ فهو في حالة جمود. إذ إن بناء المنشآت التي تصل قدرتها السنوية إلى 15.2 مليون طن لم يبدأ بعد والمجموعة الأمريكية تبدو أنها لا تنوي التحرك قبل تحسن الوضع.
جذور المشكلة:
يؤكد الرئيس الموزمبيقي إحراز تقدم في الحرب ضد من أسماهم بالـ "متشددين"، لكن بحسب المراقبين، فإن جذور المشكلة في مكان آخر.
إذ أن مقاطعة كابو ديلغادو الواقعة على بعد ألفي كيلومتر من العاصمة مابوتو، هي من بين المقاطعات الأشد فقرًا. وقد خلق نقص البنى التحتية والفرص للشباب شعورًا بالاستياء يغذي صفوف الجماعات المسلحة.
ووجهة نظر الغالبية هناك تقول التالي: "ليس من المنطق أن تتهافت الشركات الأوربية لجني الملايين من أراضينا وتدليل شعوبهم على حسابنا ونحن نغرق في الفقر والجوع".