تراودك فكرة البحث عن عمل جديد... 5 نصائح هامة اقرأها قبل قرار الاستقالة
أحيانًا، يستقيل الناس من وظائفهم لأسباب منطقية؛ على سبيل المثال يمكن أن ينتهي الأمر بالكثير من المشاريع والوظائف إلى أن تصبح خياراً غير ملائم لتطلعاتك الشخصية، أو تزداد أعباؤها بشكل لا يعادل مقابلها المادي والجهد البدني والمعنوي المبذول فيها.
وفي أوقاتٍ أخرى، يتخذ البعض ذلك القرار فقط لأن الاستقالة قد تبدو أقل رعباً بالنسبة لهم من الاستمرار في وظيفة يكرهون المضي قدماً فيها أو لا يستطيعون مواكبة تحدياتها.
من هذا المنطلق، تُعتبر معرفة الفرق بين نوعي الاستقالة والتداعيات المترتبة على الأمر هي المفتاح من أجل اتخاذ القرار الصحيح.
وفي هذا المقال نستعرض أهم النقاط التي عليك وضعها في الحسبان قبل أن تتخذ هذه الخطوة:
لماذا ترغب بترك العمل، هل الأمر مجرد نزوة عابرة؟
يجب أن تكون واضحاً جداً بشأن سبب اختيارك للاستقالة من العمل. هذا ليس شيئاً يجب القيام به لمجرد نزوة عابرة، يجب التفكير فيه بالكامل وملياً.
على مدار أسبوع إلى أسبوعين، احتفظ بقائمة مستمرة من الأسباب التي تجعلك ترغب في المغادرة بالإضافة إلى أسباب كونك سعيداً بهذا العمل. وفي نهاية الأسبوع أو المهلة التي حددتها، راجع قوائمك وقارن بين الخيارين.
ابحث عن كل شيء كتبته وراجعه عدة مرات، وكرر الموضوعات بعناية، وقم بوزن الإيجابيات والسلبيات لفكرة الاستقالة من العمل مقابل بعضها البعض.
خطط ما بعد الاستقالة:
لا تترك وظيفتك أبداً دون معرفة ما تريد القيام به بعد ذلك بشكل مسبق. يمكن أن يكون هذا محدداً وواضحاً، مثل بدء مهنة جديدة، أو فكرة واسعة النطاق مثل البحث عن المزيد من المرونة والابتكار والأريحية في ساعات العمل.
المفتاح هو تحديد ما تريد بالضبط حتى تتمكن من التركيز في البحث عن وظيفة حول ذلك، وتعرف فعلاً أن ما ترغب فيه ليس متوفراً في وظيفتك الحالية بأي شكل.
قد تكتشف أثناء التفكير أنك ربما سئمت من ساعات العمل، وقد يكون كافياً أن تخاطب مديرك في تعزيز المرونة والعمل بضعة أيام من المنزل مثلاً، وبالتالي لن يكون ضرورياً أن تستقيل.
الاستقالة ليست الطريقة الوحيدة للعثور على وظيفة جديدة:
لا تحتاج بالضرورة إلى مغادرة شركتك للعثور على وظيفة جديدة في كل الأحوال. غالباً ما تتوفر احتمالات داخلية قد لا تكون على دراية بها (تغيير المسمى الوظيفي).
لذلك أولاً قم بتجربة خياراتك الأقرب، وتحدث إلى مديرك لمعرفة ما هو ممكن. دعهم يعرفوا على وجه التحديد ما تبحث عنه حتى يتمكنوا من مساعدتك بشكل أفضل في تحقيقه. أما إذا كنت تشعر بأنك عالق في وظيفتك الحالية، فقد تتمكن من تولي مشروع ممتد أو الانتقال إلى فريق آخر لاكتساب الخبرة في دور مختلف.
أما إذا كنت تبحث عن مزيد من المرونة، فاطلب ترتيب عمل أفضل من المنزل. المغزى من هذه النقطة هو أنك لن تعرف خيارات وأوجه كل شيء أبداً حتى تسأل، لذلك لا تتخذ أبداً قرارات بناءً على افتراضات.
هل وضعك المالي مؤهل للاستقالة؟
لا تترك وظيفتك أبداً دون إلقاء نظرة جيدة ومُفصَّلة على مواردك المالية ومتطلباتك الشهرية من إيجارات ونفقات معيشية مقابل ما لديك من مدخرات.
سيكون قرار الاستقالة من العمل دون الحصول على وظيفة أخرى ضغطاً مالياً كبيراً. وغالباً لن تعرف المدة التي سيستغرقها البحث عن وظيفة أخرى، ولا تريد أن ينتهي بك الأمر في موقف ينفد فيه ما لديك من مدخرات.
يجب أن يكون لديك ما لا يقل عن قرابة ثلاثة إلى ستة أشهر من الدخل المدَّخَر دون الحاجة إلى اللجوء إلى صندوق الطوارئ الخاص بك.
باستثناء أماكن العمل شديدة السمية أو المؤذية لك نفسياً ومعنوياً، من الأفضل البقاء في وظيفتك الحالية من أجل الحصول على أمان مالي أثناء البحث عن شيء جديد وعدم اتخاذ القرار إلا بعد إيجاد بديل.
هل ستندم على قرار الاستقالة لاحقاً؟
الندم ليس دائماً أمراً سيئاً، ولكن إذا كنت مهووساً بفداحة قرارك وبدأت في إلقاء اللوم على نفسك ملياً، فقد يؤثر الندم سلباً عليك عاطفياً وعقلياً وحتى جسدياً.
لهذا السبب تحتاج إلى التفكير فيما إذا كان الانسحاب من الوظيفة والاستقالة من العمل سيؤدي إلى قدر كبير من الاجترار الذاتي أم لا. إذا كان الأمر كذلك، فإن ترك عملك يُعتبر اقتراحاً خطراً يحتاج الروية وإعادة التفكير.
لا تنسحب من مشروعٍ جارٍ قبل أن ترى كيف سيكون بعد انطلاقه. اترك الخيارات قائمة لفترة كافية حتى تشعر بالراحة أنك أعطيتها فرصة عادلة.