سوق الألماس الرخيص في العالم يشهد جنونًا في الشراء

"جنونٌ في الشراء"... هذا كان أفضل وصفٍ عبرت فيه وكالة "بلومبيرغ" عما يجري حاليًا في سوق الألماس الصغير والرخيص، وقد بدأت هذه الظاهرة منذ ثلاث أشهر، ووصلت إلى ذروتها الآن مع إغلاق أحد أكبر مناجم العالم مما أدى إلى حمّى في الطلب.

وأشار تقريرٌ حديث للوكالة إلى أن سوق الألماس منخفض التكلفة (وهو النوع الذي قد تجده في محلات المجوهرات المعروضة الصغيرة والعادية)، كان سوقا هزيلا طوال السنوات العشر الماضية، بل كان غارقاً في العرض وهوامش الربحية الضيقة جداً.

وكان هذا السوق يشهد فائضًا في المعروض من الأحجار رخيصة الثمن، وهي التي تكون في العادة صغيرة ومعيبة، ولذلك ظل الطلب هزيلا يتسم بانخفاض الأسعار وانخفاض هوامش الربح.

لكن الأشهر الثلاثة الماضية، أظهرت انعكاسًا حادًا حيث ارتفع الطلب بين المستهلكين الأمريكيين الذين يشترون حوالي نصف مجوهرات الألماس في العالم.

ونقل التقرير عن شركة Signet Jewellers، أن الدليل على زيادة الطلب على الألماس موجود في كل مكان، وقد وصلت مبيعات العطلات هذا الأسبوع، إلى مستوى قياسي ورفعت توقعات إيراداتها للمرة السادسة منذ أبريل/ نيسان.

كما أعلنت شركة Alrosa الروسية التي تتنافس مع De Beers عن أعلى مبيعاتها السنوية على الإطلاق.

وقد استجابت De Beers هذا الأسبوع، برفع أسعار الألماس الخام بنحو 10%، مما يعد أحد أكثر ارتفاعات الأسعار حدّة منذ سنوات، فالأحجار التي كان يمكن بيعها في المتاجر بأقل من 200 دولار، ارتفع أسعار بعضها بنحو 20%، بحسب التقرير.

ونقل التقرير عن "أنيش أغراوال" من شركة "غيدماكس" الاستشارية المتخصصة في الألماس، أن "هذه الفئة (المستهلك الأمريكي المتوسط) عانت كثيرًا وما نراه الآن هو طفرة لم نشهدها على الأقل في العقد الماضي".

صناعة الألماس قامت على أنقاض الوباء:

يستذكر التقرير أن صناعة الألماس كانت واحدة من القطاعات التي استفادت من جائحة كورونا منذ بداياتها، فقد نما طلب المستهلكين بقوة، العام الماضي، على المجوهرات الماسية بينما ظل العرض مقيدًا.

وكان الانتعاش مدعومًا من قبل المستهلكين الأمريكيين، حيث قفز الطلب على المجوهرات بأكثر من 30 % مقارنة بالعام السابق، وبالذات في فترة البيع النشطة في العطلات.

وفي الوقت نفسه تعرض الإمداد لضغوط بعد أن أغلقت مجموعة ”ريو تينتو“ منجمها العملاق آرجيل، الذي أنتج بعضًا من أرخص الأحجار في العالم، في حين قلصت مناجم أخرى مثل مشروع ”دي بيرس فينيشيا“ عملياتها.

ويخلص التقرير إلى أن ارتفاع أسعار الأحجار الصغيرة يعتبر خبرا جيدا لعمال وشركات المناجم، إلا أنه لا يؤثر بصورة كبيرة في عملياتها، حيث تمثل الـ 20% الأعلى جودة من الألماس وحدها نحو 80% من الأرباح.