ارتفاع جنوني لأسعار الفروج في سوريا والعائلات باتت تشتري بالقطعة والغرام

تسببت موجة الصقيع التي حلت على المنطقة مؤخرًا بالمزيد من المعاناة لمربي الدجاج في سوريا، فآل الأمر إلى غلاء شديد شهده سعر الفروج في الأسواق. وما يزيد الطين بلة، أن هؤلاء المربين يقعون بين مطرقة التسعيرة الرسمية غير المنصفة والتي تفرض عليهم البيع بخسارة، وبين سندان غلاء الأعلاف وشح الدعم الحكومي.

رصدت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة، أسعار الفروج في محافظة طرطوس، التي ارتفعت منذ دخول فصل الشتاء بشكل كبير ليتراوح ثمنه بين 18 إلى 20 ألف ليرة، ولتصبح الأسر تشتريه بالقطعة والقطعتين أو بوزن الغرام بدل الكيلو.

وأكدت الصحيفة أن أصحاب المداجن الذين التقتهم أجمعوا على أن سبب الغلاء هو التدفئة والعلف، إذ أوضح صاحب مدجنة في منطقة "بيت الشيخ يونس" بريف طرطوس أن مدجنته تضم 3000 صوص في كل فوج، واليوم هي مغلقة للهرب من الخسائر التي تقدر بخمسين مليوناً في هذه الفترة من السنة.

وأشار صاحب المدجنة، إلى أن كل فوج يحتاج إلى نحو 19 طن علف ومعظمه من القطاع الخاص إضافة إلى الأدوية والنشارة وكلها تتسبب بغلاء الفروج.

ويغلق أصحاب المداجن أعمالهم نتيجة البرد القارس والحاجة إلى التدفئة على مدار 24 ساعة، وسط غياب أي دعم حكومي يساعد على استمرارها، ما سبب قلة في العرض قياساً بالطلب.

وما يجري حاليًا بالبلد هو انسحاب جماعي لكثير من المربين، وبقي من لديه رؤوس أموال كبيرة في ميدان العمل لأن الفوج المتوسط كلفته تتجاوز 100 مليون وبيعه قد لا يحقق أي ربح.

ولفت صاحب المدجنة، إلى أن القطاع الحكومي انسحب من دعم المربين وتركهم تحت رحمة تجار القطاع الخاص من الأعلاف التي ارتفع سعرها 500 بالمئة، والاعتماد على الحطب للتدفئة بغياب البطاقات الذكية عن المربين والمازوت الزراعي الذي يعطى بالقطارة حيث يبلغ سعر طن الحطب 350 ألفاً والفوج قد يحتاج إلى عدة أطنان.

بينما أكد صاحب مدجنة في بانياس أن الكلفة باتت أكبر من تسعيرة "التموين" وهو ما أدى لإحجام كثير من المربين عن التربية في هذه الظروف الجوية الصعبة بانتظار الصيف وتسبب ذلك في قلة بالعرض قياساً بالطلب.