سخرت منه شركة فيراري فأذاقها مرارة الندم... قصة نجاح مؤسس لامبورغيني

كان "فيروتشو"، وهو بطل قصتنا هذه، محبًا للحياة متفائلاً دائماً، وقد اختار لنفسه هوايتين يشعر ناحيتهما بحب خاص: الزراعة بكافة أشكالها، وبكافة محاصيلها وأدواتها. والشيء الآخر: هو الميكانيكا.

لهذا السبب درس "فيروتشو" في معهد تقني متوسط، تخرج منه للعمل كميكانيكي للمحركات، لكن المفاجأة غير السارة التي كانت في انتظاره هي إجباره على التجنيد في الجيش الإيطالي أثناء الحرب العالمية. فحدث ما حدث له من تأخير بعد التخرج، ليضيع 6 سنوات كاملة لم يجد فيها وقتاً لتأسيس نفسه أو العمل بشكل جيد.

بعد انتهاء الحرب، عاد "فيروتشو" لحياته الطبيعية، وقرر إنشاء ورشة صغيرة وظيفتها صيانة الجرارات الزراعية التي تعمل على حرث الأراضي بأسعار رخيصة.

بذرة النجاح:

بسبب براعة "فيروتشو" في صيانة الجرارات الزراعية، وإقبال الفلاحين عليه لصيانة هذه الآلات التي تساعدهم في حرث الأراضي، بدأت ورشته تحصد أرباحاً جيدة، استغلها للتوسع في صيانة المزيد من الجرارات، وبدء بإنتاج محركات جديدة.

باشر "فيروشتو" في تكوين ثروة من وراء ورشته وعمله، وحصد الكثير من الأموال، التي استغلها سريعاً في الاستمتاع بالحياة. وكشخص يعيش حياته كلها بين محركات السيارات، كانت متعته الأولى شراء السيارات الفاخرة سريعة المحركات، حتى أصبح لديه كل أنواع السيارات الفاخرة والرياضية وقتئذ، في فترة الخمسينيات ومطلع الستينات.

لذلك، كان من الطبيعي أن يمتلك "فيروتشو" السيارة الرياضية الأغلى والأشهر حول العالم حينها، وهي سيارة شركة "الفيراري"، التي كانت تقدم أفضل وأسرع سيارات على الاطلاق.

ولكنه، وبسبب كونه خبيرًا في المحركات، لم يكن يراها كقطعة فاخرة أو عربة يتفاخر بها أمام الناس، لكنها جذبته من جانبٍ آخر (التصميم وآلية العمل والمحرك والهندسة المستخدمة بها).

بدأت القصة بطلب مساعدة بحسن نية:

لاحظ "فيروتشو" بعض الأعطال في سيارته الجديدة. ولأنه خبير في الميكانيكا، وصاحب ورشة ميكانيكا جرارات زراعية، حاول إصلاح العطل بنفسه، ملاحظاً أن العيب الاساسي سببه أسطوانة دبرياج السيارة.

وكأي زبون آخر، ذهب "فيروتشو" إلى مركز الصيانة الدورية التابع لشركة فيراري، وأعطاهم السيارة، قائلاً لهم أنه من الضروري أن تقوم شركة فيراري بتصميم أسطوانة دبرياج أفضل من هذه لأنها دائما سوف تصاب بالعطل.

حاول "فيروتشو" أن ينصح عمال الصيانة بأفضل طريقة للتغلب على المشكلة، إلا انهم رفضوا الاستماع له، وأجابوه ببرود بموعد عودته لاستلام سيارته، فغادر الرجل العبقري وقد شعر ببعض الحنق.

عاد "فيروتشو" لاستلام سيارته، وأعاد تشغيلها لفترة، لتظهر المشكلة نفسها مرة أخرى. حينها، طلب "فيروتشو" مقابلة ممثل لشركة فيراري ليطرح عليه المشكلة، ويساعد فيراري في الحل، بعد خبرته الطويلة في تصميم المحركات؛ وقد كان له ما طلب.

لا تستخف بعبقري يمارس عمله عن حب:

انتظر "فيروتشو" طويلًا قبل الدخول إلى مؤسس شركة فيراري، فاعتبرها إهانة، وكتم ذلك في نفسه...

ثم دخل ليحكي له المشكلة وحلها، وبدأ الحديث في التحول إلى حوار ساخن ارتفعت فيه الأصوات، خصوصًا بعدما اتهم ممثل فيراري "فيروتشو" أنه يتكلم في أمور لا يعلمها، وأنه لا يفهم إلا في صناعة محركات الجرارات الزراعية التي يقودها الفلاحين، وبأي حق يتكلم في تطوير محركات فيراري، ناهيك عن قيادة سياراتها أصلًا...!

كانت هذه اللحظة، بالتحديد، السبب في خروج "فيروتشو" من الغرفة وهو يشعر بكل غضب الدنيا، وفي ذهنه فكرة واحدة فقط: "سأقوم بصناعة سيارة رياضية سريعة منافسة لفيراري، أفضل في المواصفات وأقل في العيوب، وسأجعلهم يندمون".

كان الاسم الكامل لهذا الإيطالي هو: "فيروتشو لامبورغيني". وبالطبع الجميع يعرف هذا الاسم حول العالم الآن!

ولادة شركة لامبورغيني:

بعد عدة أشهر، استيقظ العالم على الإعلان عن تأسيس شركة إيطالية جديدة للسيارات السريعة حملت اسم "لامبورغيني"، لصاحبها "فيروتشو لامبورغيني" الذي كان مؤسسًا لشركة محركات جرارات زراعية.

ثم استهلت الشركة أولى نسخها بسيارة رياضية ذات محرك رياضي سريع، بمميزات أكبر، وبسعر أقل لمنافسة شركة فيراري.

وبدأت المنافسة الحامية بين الشركتين، منذ تأسيس "لامبورغيني" في منتصف الستينيات، والتي نمت بشكل سريع لتتحول حتى الآن إلى واحدة من أقطاب السيارات العالمية الفارهة، التي تدر المليارات من الدولارات.

ربما كان من الأفضل لممثل "فيراري" أن يستمع لـ "فيروتشو" ويرحّب به بشكل لائق. ولكن بالنسبة لنا، فالعبرة من هذه القصة تحديداً أن استخفاف الناس بأفكارك قد يكون هو بداية الإبداع، فالإنسان يقاتل بشكل أفضل حين يكون له هدفٌ يحققه، وعدو ينافسه.