سد النهضة مجددًا... مسؤول يطلق تحذيرات جديدة بعد صمت مصري طويل
صرّح الدكتور "هشام بخيت"، وهو عضو الفريق الفني المصري للتفاوض في ملف سد النهضة الإثيوبي، بأن الدراسات المحلية والدولية التي أجريت بشأن تأثر قطاع الزراعة في مصر جراء أزمة نقص المياه تشير إلى أن انخفاض مليار متر مكعب واحد فقط من حصة مصر في مياه النيل يهدد بفقدان 290 ألف شخص يعملون في الزراعة لمصادر دخلهم.
واستعرض الدكتور "بخيت"، خلال ندوة بعنوان "النيل الشرقي وسد النهضة" نظمتها جمعية المهندسين المصرية، الموقف المائي لمصر، قائلًا إنها تعاني من عجز مائي تبلغ قيمته 21 مليار متر مكعب سنويًا، بين احتياجاتها البالغة 80 مليار متر مكعب وإجمالي مواردها البالغ 59 مليار متر مكعب، وإنها تستخدم لتعويض هذا العجز، المتر المكعب الواحد من المياه 3 مرات.
وكشف أستاذ مصادر المياه بجامعة القاهرة، أن دراسات محلية ودولية مختلفة حذرت من التأثير السلبي للسد الإثيوبي إذا أسيء استعماله على قدرة السد العالي في مواجهة الجفاف.
وأشار إلى أن نهر النيل يشهد سنوات متعاقبة من الجفاف وأخرى من الفيضان المرتفع، مؤكدا أهمية وجود اتفاق ملزم للتشغيل المستمر للسد الإثيوبي وبخاصة في فترات الجفاف.
وشدد عضو الفريق الفني المصري للتفاوض، على أهمية التنسيق والعمل بتناغم بين بحيرتي سد النهضة والسد العالي، والاتفاق على آلية التعامل في حالات الجفاف، والجفاف الممتد وطريقة الملء بعد هذا الجفاف، وضرورة وجود آلية قانونية ملزمة لتبادل بيانات سد النهضة.
ثم لفت في معرض كلامه إلى أن السودان عانى من الجفاف الشديد ثم الفيضان الشديد بسبب عدم تبادل البيانات أثناء الملء الأول لسد النهضة العام قبل الماضي، والذي قدر بنحو 4.5 مليار متر مكعب.
وأضاف أن السودان يبعد 15 كيلومترا عن سد النهضة، وأن فتح المياه من سد النهضة فجأة قد يؤثر على سلامة السدود السودانية، منوها إلى أنه تم إجراء العديد من الدراسات حول فرص انهيار السد، وإطلاق كبير للمياه، وحجم المياه التي قد تصل إلى مصر وأوقات وصولها.
وتخوض كل من مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات صعبة منذ أعوام بشأن السد، ويثير مخاوف بلدي مصب النيل، مصر والسودان، بشأن نقص المياه.
ومن المتوقع أن تعلن إثيوبيا خلال الأيام القادمة عن إنتاج أول طاقة كهربائية من سد النهضة الذي بلغ فيه نسبة البناء 82 %، وفق تصريحات لمسؤولين حكوميين.
ويتوقع أن ينتج السد الكهرباء بطاقة إنتاجية قدرها 700 ميغاوات عن طريق اثنين من التوربينات تغطي 20 % من احتياجات البلاد من الكهرباء.