حصل الذي ترغب به الصين... سريلانكا تغرق بالديون والمقابل سيكون طريق الحرير

طلبت سريلانكا التي تكابد ضائقة مالية صعبة إعادة جدولة ديونها الضخمة للصين والتي تشكل عبئاً على البلاد، في محادثات الأحد بين الرئيس "غوتابايا راجاباكسا" ووزير الخارجية الصيني "وانغ يي".

ويرى مراقبون ومحللون أن ذلك بالتحديد ما كانت تسعى له الصين، وأنها بهذه الطريقة ستحكم السيطرة على سريلانكا بوصفها حلقة مهمة في مشروعها الضخم المعروف بـ "طريق الحرير الجديد" أو "مبادرة الحزام والطريق".

يذكر أن إيقاع الدول بما يسمى فخ الديون هي استراتيجية شهيرة يتبعها التنين الصيني، وهي توفر للصينين إمكانية الهيمنة المطلقة تقريبًا على الدول المتورطة. والهدف الصيني من هكذا خطوات غالبًا ما يكون أبعد من مجرد مطامع مالية قصيرة الأمد.

سريلانكا غارقة بالديون:

بالعودة إلى موضوع سريلانكا، فقد قال مكتب الرئيس "راجاباكسا" في بيان نقلته وكالات أنباء عالمية: "أورد الرئيس أن إعادة جدولة مدفوعات الديون في ضوء الأزمة الاقتصادية التي أعقبت الوباء ستكون مصدر ارتياح كبير".

وتضرّر اقتصاد الجزيرة الذي يعتمد على السياحة بالوباء، وأدى استنزاف احتياطاتها من العملات الأجنبية إلى بيع المواد الغذائية في الأسواق بالحصص وإلى نقص في السلع الأساسية، وارتفاع إجمالي التضخم إلى 12% في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وتضخم المواد الغذائية لأكثر من 22%.

والصين الحليف الرئيسي لسريلانكا هي أكبر مقرض للبلاد، وتأتي زيارة "وانغ" بعد تحذير من وكالات تصنيف دولية من أن حكومة "راجاباكسا" قد تكون اقتربت من التخلف عن السداد.

وانخفضت احتياطات العملات الأجنبية لسريلانكا إلى 1.5 مليار دولار فقط في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو مبلغ يكفي لسداد ما يعادل حوالي شهر من الواردات.

وبدأت منشأة الطاقة الرئيسية في الجزيرة تقنين الكهرباء الجمعة بعد نفاد العملات الأجنبية لاستيراد النفط لتشغيل مولداتها الحرارية.

والصين لوحدها مسؤولة عن حوالي 10 في المائة من الدين الخارجي لسريلانكا البالغ 35 مليار دولار حتى نيسان/ إبريل 2021، وفق بيانات حكومية.

كما أن عليها التزامات ديون خارجية تتجاوز 7 مليارات دولار عام 2022، بما في ذلك سداد سندات بقيمة 500 مليون دولار في يناير/ كانون الثاني ومليار دولار في يوليو/ تموز.

وأشار مسؤولون إلى أن الديون الصينية قد تكون أعلى بكثير إذا ما أخذت في الاعتبار القروض الممنوحة لشركات تابعة للدولة وللبنك المركزي.

الصين تحصل على موطئ قدم عسكري محتمل بفضل الديون:

اقترضت سريلانكا بشكل كبير من الصين في العقد الممتد حتى عام 2015، عندما كان "ماهيندا" الشقيق الأكبر لـ "راجاباكسا" رئيساً، من أجل بناء مشاريع بنى تحتية طموحة، كان بعضها مكلفاً وعديم الجدوى.

ومع عدم قدرتها على سداد قرض يبلغ 1.4 مليار دولار لبناء ميناء في جنوب الجزيرة، اضطرت كولومبو لتأجير المرفق لشركة صينية لمدة 99 عاماً في 2017.

وحذّرت الولايات المتحدة والهند من أن ميناء هامبانتوتا الواقع على طول طرق الشحن الدولية الحيوية بين الشرق والغرب، قد يمنح الصين موطئ قدم عسكرياً في المحيط الهندي.

بينما نفت كولومبو وبكين استخدام الموانئ السريلانكية لأغراض عسكرية.

وتشعر الهند بالقلق إزاء الاستثمارات والقروض الصينية المتزايدة في سريلانكا منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 2009، حيث تعتبر الهند سريلانكا ضمن مناطق نفوذها، بينما تعتبرها الصين حلقة وصل مهمة في مبادرة الحزام والطريق العالمية.