رفع سعر الصرف الرسمي في سوريا... خبير مصرفي يحذر من عواقب تم التغافل عنها

عبر الخبير المصرفي "عامر شهدا"، عن اعتقاده بأن رفع سعر الصرف في نشرة مصرف سورية المركزي إلى 2525 ليرة سورية، يؤثر في عجز الموازنة وبأنه ليس توحيداً للنشرة الرسمية مع نشرة المصارف والصرافة.

واعتبر الخبير في حديث لإذاعة "ميلودي" أن رفع سعر الصرف يعكس عدم التمكن من تثبيت سعره، حيث لا تزال هناك ثلاث نشرات أخرى.

واستطرد قائلًا إن "السعر الرسمي تتعامل به المؤسسات الرسمية مع المصرف وبالتالي إذا كانت هذه المؤسسات تستورد أي مادة وتريد طرحها للاستهلاك فهذا يعتبر رفع للتكلفة وبالتالي سترتفع الأسعار".

وأكد بأنه لو كان هناك تثبيت لسعر الصرف، لما اضطر المصرف المركزي لرفع السعر الرسمي بنسبة رفع 100% من 1262 ليرة، علماً أن سعر الصرف بالسوق الموازي تأثر خلال الأيام القليلة الماضية.

ويدعم الكثير من المطلعين رأي الخبير بخصوص هذه النقطة، وسط تخوفات بأن اعتراف الحكومة ضمنيًا بفشل تثبيت سعر الصرف سيؤدي إلى انفجار "فقاعة الاستقرار" التي شهدتها السوق السورية طوال الأشهر الماضية.

ورفع "مصرف سورية المركزي" يوم الإثنين الماضي سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية إلى 2525 ل.س في نشرته الرسمية، ليصبح بذلك قريباً من سعر صرف الدولار في نشرة المصارف والصرافة وبنسبة رفع قدرها 100%.

وحددت نشرة المصرف الأخيرة، سعر صرف الدولار الأميركي بالحد الأدنى بـ 2500 ليرة، وبالحد الأعلى 2525 ليرة، بعد أن اختتم العام الماضي بسعر 1250 ليرة بالحد الأدنى، وبسعر 1262 ل.س بالحد الأعلى.

وقد حدث ذلك بهدوء وبدون أي ضجة إعلامية من طرف الجهات المحسوبة على الحكومة، التي كانت عادةً تطمئن أو تبشر عند صدور هكذا قرارات لامتصاص أي ردة فعل سلبية محتملة.

وكان آخر رفع لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية في نشرة المصرف المركزي الرسمية في حزيران 2020 العام الأسبق، حيث ارتفع من 438 إلى 1262 ليرة، وتزامن ذلك مع رفع سعر صرف الدولار في كل من نشرات المصارف والصرافة ونشرة تمويل المستوردات ليصبح موحداً عند سعر 1262 ليرة.

يجدر بالذكر أن مصرف سوريا المركزي يصدر عادةً 4 نشرات:

  1. نشرة أسعار الحوالات.
  2. نشرة لأسعار المصارف والصرافة.
  3. نشرة لسعر بدل الخدمة العسكرية.
  4. والأخيرة باسم النشرة الرسمية، وهي التي تم التعديل عليها.

ويعتبر مراقبون، أن مضاعفة سعر صرف الدولار في النشرة الرسمية يعتبرًا رضوخًا للأمر الواقع واعترافًا بأن الليرة السورية ودعت مستوياتها القديمة. بينما يعتبر آخرون هذه الخطوة أنها بمثابة تحضير لانهيار أكبر قد يصيب سعر صرف الليرة، أو لمآرب أخرى يخفيها المركزي السوري حاليًا وقد تظهر تبعاتها في المستقبل القريب.