المركزي التركي يفصح عن أرباح ضخمة غطت كل خسائر عام 2021 في يوم واحد
كشف البنك المركزي التركي، عن تحقيقه أرباحا يومية "غير عادية" بلغت نحو 10 مليارات دولار، في اليوم الأخير من عام 2021، مما أثار تساؤلات حول سبب هذه المكاسب التي ستنتقل إلى وزارة الخزانة.
يأتي ذلك بعدما كانت السلطة النقدية في البلاد قد توقَّعت تكبّد خسارة سنوية بنحو 70 مليار ليرة (5.2 مليار دولار) في 30 ديسمبر/ كانون الأول، لكنَّها أنهت العام بأرباح قدرها 60 مليار ليرة، وهو تغير غير مسبوق في الثروات خلال يوم واحد، وفقاً لبيانات ميزانيتها العمومية اليومية.
ستبدأ وزارة الخزانة والمالية في فبراير/ شباط القادم، في جمع الكثير من هذا المبلغ في صورة توزيعات أرباح، بصفتها أكبر جهة مساهمة في البنك المركزي.
ويظهر هذا التحول المفاجئ بعدما أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عن إجراءات تهدف إلى تعويض المستثمرين بالليرة عن أي خسائر.
وأدى ضغط "أردوغان" على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة القياسية إلى هبوط الليرة مقابل الدولار العام الماضي، في حين دفع التضخم إلى ما يزيد عن 36%.
كيف قلبت تركيا الطاولة لصالحها؟
امتنع البنك المركزي عن التعليق على الخطوة الدراماتيكية في ميزانيته العمومية، والتي كشفت لأول مرة من قبل نائب محافظ البنك السابق "إبراهيم تورهان" والمصرفي السابق "كريم روتا"، وكلاهما عضو في حزب المستقبل المعارض.
بينما قال مسؤولان مطلعان على الأمر لوكالة "بلومبيرغ" إن الأمر يتماشى مع نصيحة محاسبية لمدققي الحسابات المستقلين، لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر.
وفقا لـ "تورهان"، قد يكمن التفسير المحتمل لزيادة الأرباح الكبيرة بين عشية وضحاها في بيع احتياطيات النقد الأجنبي إلى وزارة الخزانة.
وقال إن انخفاض قيمة الليرة يجعل الاحتياطيات الأجنبية أكثر قيمة بالعملة المحلية، لكن لا يمكن تسجيل ذلك في خانة الأرباح حتى يتم بيع الاحتياطيات.
وأظهر برنامج الاقتراض من وزارة الخزانة للأشهر الثلاثة الحالية أنَّ السلطات تتوقَّع فعلياً 44 مليار ليرة في الإيرادات الخارجية الشهر المقبل.
الرئيس التركي يؤكد: لقد قضينا على فقاعة سعر الصرف
أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يوم الثلاثاء الماضي أن الحكومة قضت على فقاعة سعر صرف العملات الأجنبية من خلال حزمة التدابير الاقتصادية التي اتخذتها مؤخرا.
ولفت الرئيس -في كلمته خلال اجتماع رؤساء فروع "حزب العدالة والتنمية" في مقره بالعاصمة أنقرة- إلى أن الحكومة عازمة أيضا على إزالة فقاعة التضخم.
وأفاد "أردوغان" أن بلاده تجاوزت المرحلة الأصعب، مضيفا أنه "حان الوقت لجني ثمار جهودنا وتحقيق أهدافنا".
وتابع "عازمون على ألا نترك مواطنينا تحت ضغوط تقلب سعر الصرف والارتفاع الفاحش للأسعار".
وكان "أردوغان" قد أعلن قبلها أن إجمالي صادرات بلاده في عام 2021 ارتفع بنسبة 32.9% مقارنة بالعام السابق له، وبلغ 225 مليارا و368 مليون دولار.