تلعب دور التاجر المحتكر... الصين تعتزم شراء نصف إمدادات الغذاء في العالم
في ظل اشتداد أزمة الغذاء والتضخم العالمي، تنوي الصين شراء معظم احتياطيات الغذاء في العالم من خلال تخزين كميات كبيرة من القمح والأرز والذرة في مستودعات الجمهورية.
وقد أفاد موقع "ميكاي آسيا"، أن وزارة الزراعة الأمريكية أكدت بأن المخزونات الصينية من المواد الغذائية ستشهد نموا لعام 2022، مضيفةً أن بكين قد تشتري نصف احتياطات الغذاء العالمي من خلال تخزين 69 في المئة من إجمالي كمية الذرة و60 في المئة من الأرز و51 في المئة من القمح.
ويرى الخبراء أن الصين زادت من احتياطياتها بنسبة 20 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدين أن هذه الأرقام عالية لدرجة أن هناك خوفا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ونقلت صحيفة "إزفستيا" الروسية، عن خبراء قولهم إن "شهية الصين الكبيرة لشراء الحبوب تؤدي إلى مزيد من الانخفاض في الإمدادات العالمية وتخلق ظروفا للارتفاع المطول في أسعار المواد الغذائية".
وارتفع معدل التضخم بشكل كبير هذا العام بسبب نقص السلع الأولية والسلع الجاهزة ومساحات الشحن والوقود الأحفوري، مما أدى إلى ما يسميه المحللون الآن "التضخم المستمر".
وتضخم الأجور أسهم كذلك في الأزمة، وسط ما يسمى بـ "موجة الاستقالات الكبرى" التي حدثت بالتزامن مع نقص العمالة.
وستحتاج البنوك المركزية إلى تقليل التوسع النقدي ورفع أسعار الفائدة، إلى جوار بعض الإجراءات النقدية الأخرى التي تستهدف التضخم خلال الفترة القادمة.
ويتوقع المركز أن تنخفض أسعار الأصول بنحو 10 إلى 15% هذا العام، مما قد يساعد على تجنب التباطؤ في الاقتصاد العالمي المدفوع بالتضخم، دون الحاجة للجوء إلى تدابير تقشف شديدة.
وتقود الولايات المتحدة هذا الاتجاه، مع إعلان الاحتياطي الفيدرالي اعتزامه إجراء ثلاث زيادات في أسعار الفائدة خلال 2022، ومن المتوقع أن تتبعها الصين قريبا، كما ألمح البنك المركزي الأوروبي أنه قد يحذو حذوها في عام 2023.
ويرجح الخبراء أن تتعرض الأسواق الناشئة للضرر على طول الطريق، مما يفاقم التحذيرات التي أطلقتها العديد من المؤسسات مثل "ستاندرد أند بورز".
ومن المتوقع، أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي العالمي مستوى قياسيا قدره 100 تريليون دولار في عام 2022، وسط توقعات بأن يسجل الاقتصاد العالمي نموا قدره 4.2% هذا العام.