حلم الأتراك بسيارة محلية الصنع يصبح قاب قوسين من التحقق... تطورات جديدة ومبشرة
مستفيدةً من فشل محاولاتها السابقة لإنتاج سيارتها المحلية، باتت تركيا اليوم قاب قوسين من تحقيق حلمها القديم الذي انتظرته أكثر من 60 عاماً، إذ يشهد العام القادم سير سيارة (TOGG) الكهربائية الوطنية على الطرقات التركية.
ونحن لا نتحدث هنا عن عملية تجميع لقطع صينية أو مستوردة، بل عن تصنيع سيارة محلية بالكامل، أي بقطع تركية وتحت إشراف مهندسين أتراك.
ورغم نجاح أولى المحاولات التركية لإنتاج 4 نسخ من سيارتهم المحلية التي أطلقوا عليها اسم "ديفريم"، التي تمكنوا من إنتاجها بتمويل وعقول تركية خالصة خلال 129يوماً فقط، لكنهم فشلوا في إنتاجها بكميات كبيرة.
ومنذ ذلك الحين، ظلت المحاولات التركية مستمرة دون جدوى إلى أن جاء عام 2017، حين أعلن الرئيس "رجب طيب أردوغان" أن الخطوة التاريخية التي كانت تنتظرها تركيا منذ 60 عاماً، سيحققها اتحاد الخمسة الكبار، في إشارة إلى الشركات الخمس المشاركة بمشروع السيارة الوطنية الكهربائية (TOGG)، التي تستعد للنزول على الطرقات التركية في النصف الثاني من العام المقبل.
السيارة الوطنية على الطرقات قريبًا هذا العام:
صبت تركيا منذ عام 2017 جل جهودها وخبراتها من أجل وضع الأسس الصحيحة والواقعية لإطلاق سيارتها الكهربائية التي وعدت بأن تكون بخبرات وإمكانيات وطنية كاملة، وذلك عقب اجتماع الجمعية العامة لاتحاد الغرف التجارية (TOBB) بالعاصمة أنقرة، والذي طلب خلاله "أردوغان" من رئيس الجمعية "رفعت حصارجيكلي أوغلو" أن يقود عملية إنتاج أول سيارة تركية محلية الصنع 100%، يُكتب عليها صُنع في تركيا.
وفي أعقاب هذا اللقاء، بدأت الاستعدادات لتمويل مشروع السيارة التركية (TOGG) التي قدرت قيمته بنحو 3.7 مليار دولار عبر التحالف الذي شكلته أضخم وأقوى خمس شركات تركية، فيما وقع الاختيار على "محمد غورشان كاراكاش" ليكون المدير التنفيذي للمشروع، والذي قبل استقطابه كان يشغل منصب نائب مدير شركة شركة (Bosch) الألمانية وقد بدأ حياته مهندساً ميكانيكياً بعد التخرج في جامعة الشرق الأوسط.
وكما أكدت وكالة "TRT"، فإن تركيا تستعد لإطلاق سيارتها الكهربائية الأولى التي وصفها "كاراكاش" قائلاً: "ليست سيارة وحسب، بل ستكون حاسوباً يمشي"، في النصف الثاني من عام 2022 للمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
ويُنتظر أن تصنع المجموعة 175 ألف سيارة سنوياً، وفيما سيكون تركيز البيع في السوق المحلية أولاً، سيجرى الانفتاح على السوق الدولي بعد عامين أي في 2024.
تركيا تعتبر بالفعل مركزًا استراتيجيًا لتصنيع السيارات:
رغم فشل محاولاتها سابقاً في إنتاج سيارة وطنية بتمويل وبإمكانيات محلية خالصة، لكن تركيا نجحت في جذب كبار مُصنعي السيارات العالميين وفي أن تكون مركزاً استراتيجياً في هذا النوع من الصناعات على مدار سنوات عديدة.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي انتهجت الحكومات التركية المتعاقبة سياسات تجارية ونقدية وضريبية مشجعة، من أجل النهوض بهذا القطاع وجذب المزيد من الشركات العالمية العاملة في هذا المجال الحيوي من الصناعات.
وتعد تركيا اليوم مركزاً استراتيجياً مهماً لإنتاج السيارات بسبب موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط الشرق بالغرب، وامتلاكها مهندسين وأيدٍ عاملة تتمتع بخبرات حديثة ومتطورة، وتشريعها قوانين تجارية ونقدية تسهل عمل هذه الشركات، بالإضافة إلى تمتعها ببنية صناعية متقدمة وبنى تحتية حديثة ومتشعبة، وخطوط نقل بحرية وجوية وبرية.
وبينما شهدت السنوات الـ 5 الأخيرة وصول صادرات تركيا من السيارات إلى نحو 900 ألف مركبة إلى 180 دولة حول العالم، قفزت صادرات الشركات العاملة في صناعة السيارات إلى قرابة 3.9 مليارات دولار أمريكي.