حتى لو عنى الأمر تحدي أميركا... لماذا تصر أوبك+ على رفض زيادة إنتاج النفط لهذه الدرجة؟

عادةً، لا تحبذ دول الخليج بشكلٍ خاص، والدول النفطية في تحالف أوبك+ عمومًا، الدخول في مشاكلٍ عبر معاندة الإرادة الأمريكية وإرادة اللاعبين الكبار في العالم. لكننا نراهم هذه المرة في غاية الإصرار على الالتزام بأرقام محددة لكميات الإنتاج مهما كان الثمن، مما دفع البعض للتساؤل حول ما يحدث.

في إجابةٍ على هذا السؤال، قال "ألكسندر نوفاك" نائب رئيس الوزراء الروسي وكبير مفاوضي أوبك+، إن السبب الحقيقي في عدم استجابة مجموعة أوبك+ لدعوات الولايات المتحدة تعزيز إنتاج النفط، هو رغبة الدول المنتجة للنفط "ترسيخ أعراف وثيقة واضحة في سوق النفط العالمي"، بشأن خطط الإنتاج المستقبلية والانضباط في الالتزام بالسياسات المتفق عليها بالفعل.

وأوضح "نوفاك"، أنه من المهم للغاية بالنسبة للكارتل الموسع أوبك+ أن تكون الأسواق العالمية للطاقة على دراية واضحة، بشأن كمية النفط التي ستضخها الدول المنتجة في الأسواق على المدى المتوسط، خصوصًا مع عودة زيادة الطلب العالمي، جرّاء التعافي التدريجي من ضغوط جائحة كورونا.

وأضاف "نوفاك"، في مقابلة مع موقع RBC الإخباري الروسي، عممتها نشرة "أويل برايس" النفطية المتخصصة، أن هذه المسؤولية التي تنهض بها الدول المنتجة تفوق في الأهمية والمسؤولية، زيادة الإنتاج على المدى القريب، استجابة لدعوة مستهلك كبير.

وأضاف: "لا يمكننا تأمين الإنتاج المتقلب، يجب على شركات إنتاج النفط أن تخطط لاستثماراتها في وقت مبكر، من أجل تأمين نمو الإنتاج". مشيرًا إلى أنه خلال فصل الشتاء، عادة ما يكون هناك تذبذب في الطلب على النفط.

وتساءل نائب رئيس الوزراء الروسي، عن دواعي الغموض الأمريكي في موضوع إنتاجهم من قطاع النفط الصخري، قائلًا: "لسبب ما، لا تطلب الولايات المتحدة من شركات النفط الصخري الخاصة بها زيادة الإنتاج، وهو الذي انخفض بشكل كبير خلال العامين الماضيين".

وتابع مستغربًا: "على العكس من ذلك، فهم يقللون من إنتاجهم عن عمد، أعتقد أن هناك تناقضًا معينًا في هذه الإجراءات".

الموقف الأمريكي:

كان الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، قد كرر الدعوة لمجموعة أوبك+ إلى زيادة الإنتاج بأكثر من 400 ألف برميل يوميًا، لأن الأسعار في محطات الوقود أصبحت مرتفعة للغاية بالنسبة للسائقين الأمريكيين.

وعندما رفضت الدول المنتجة للنفط الاستجابة للطلب الأمريكي، ألقى بايدن باللوم على أوبك+، وهو الموقف الذي قالت "أويل برايس" إنه لم يُثمر.

وقد أجبر وصول الأمور إلى هذه الدرجة، إدارة "بايدن"، على الإفراج عما يصل إلى 50 مليون برميل من احتياطي البترول الإستراتيجي.

وقلل "نوفاك"، مثل العديد من المراقبين، من تأثير الخطوة الأمريكية باللجوء للاحتياطي الإستراتيجي، قائلًا: "ستفرج الولايات المتحدة عن حوالي 30 مليون برميل في يناير وفبراير، لكن العالم يستهلك 36 مليار برميل سنويًا".