إغلاق جماعي لمحال الفروج في دمشق احتجاجًا على تسعيرة التموين... والحكومة ترد

أقدمت محال بيع الفروج في دمشق على الإغلاق في سابقة قد تكون الأولى من نوعها احتجاجًا على تخفيض وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الأسعار في النشرة التموينية التي صدرت يوم الخميس الماضي، ما اضطر "وزير التجارة الداخلية" لعقد اجتماع مع مربي الدواجن.

وقال "شعبان محفوض" رئيس لجنة مربي الدواجن بطرطوس إنه خلال الاجتماع مع الوزير نوقش موضوع أسعار الفروج بحيث تكون هذه الأسعار واقعية ومنطقية للمستهلك وللمربين والمسالخ.

وأضاف لصحيفة الوطن المقربة من الحكومة، أن استجابة الوزير للمطالب كانت جيدة، مبيناً أن مطالب المربين تتلخص بتأمين الفحم الحجري والمازوت وإمكانية تخفيض أسعار المواد العلفية من أجل أن يسهم ذلك بتخفيض سعر الفروج للمستهلك.

وأكد أن مربي الدواجن كتبوا تعهداً خلال الاجتماع من أجل الحفاظ على سعر الفروج الحي عند المربي واستقراره عند 7 آلاف ليرة للكيلو وشكلت لجنة من عدة مربين من عدة محافظات مهمتها السيطرة على سعر الفروج وإيقافه عند 7 آلاف للكيلو، لافتاً إلى أن هناك تخوفاً من ارتفاع سعره أكثر من 7 آلاف.

ويشتكي مربو الدواجن من معوقات عدة، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وأجور النقل وأسعار أطباق الكرتون، مؤكدين أن الدعم الذي تقدمة مؤسسة الأعلاف كل شهرين لا يكفي لإطعام الدواجن يوماً واحداً.

الحكومة تنتقد لجوء الناس إلى الحلول القسرية لكنها تعتمدها:

بدوره، قال رئيس جمعية حماية المستهلك "عبد العزيز المعقالي" إن إغلاق محال الفروج في دمشق يوم أمس تصرف خاطئ ومن المفترض ألا يتم ذلك.

وأشار إلى أن الحلول القسرية المتبعة لا تعتبر حلاً إنما وفرة المادة وتنافس التجار فيما بينهم هما اللذان يؤديان حصراً إلى تخفيض الأسعار ويصبان بالنتيجة في صالح المستهلك.

وبيّن أن أسعار الفروج وقطع الفروج مرتفعة حالياً قياساً لدخل المواطن والقوة الشرائية وحتى لو انخفض سعر كيلو الفروج لحدود 5 آلاف ليرة يعتبر مرتفعاً لكن بالمقابل كلفة إنتاج الفروج كذلك مرتفعة.

هذا وقد لاقت هذه التصريحات من رئيس حماية المستهلك استغراب البعض، لأنهم – وفقًا لمراقبين – لطالما كانوا يتبعون ما هو شبيه بهذه "الحلول القسرية" في تعاملهم مع التاجر والمواطن على حد سواء، والتخفيض الإلزامي للتسعيرة الذي أثار أصحاب المحال عليهم ما هو إلا مثال.

ذلك أن السياسة الحكومية قائمة على فرض الأمر الواقع وعدم مناقشة مصلحة أحد، معتبرةً أن مصلحة الدولة هي الأولوية في أي قرار.

وشهدت أسعار الفروج خلال الآونة الأخيرة، ارتفاعات غير مسبوقة، حيث وصل سعر الفروج الحي إلى 8900 ليرة سورية، في حين برر وزير التجارة الداخلية "عمرو سالم" هذا الارتفاع بأنه طبيعي "لوقوعه بين موسمين من مواسم إنتاج الفروج"، مضيفاً أن هذا أمر يحصل في كل عام.

وقبل أيام، أكد مدير حماية المستهلك "حسام نصر الله"، تشديد رقابة سوق الهال والمسالخ والأسواق بهدف ضبط أسعار الخضار والفواكه والفروج ومنع استغلال زيادة الرواتب والأجور الأخيرة.

وبعدها، قال عضو لجنة مربي الدواجن "حكمت حداد"، إن "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" تقوم حالياً بحملة مكثفة على مسالخ الدجاج، وتسعى لتخفيض الأسعار بالعصا، ورأى أن هذا الضغط الذي تقوم به يؤدي إلى خسارة تاجر الفروج والمربي.

وخفضت "مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق" قبل ذلك أسعار الفروج بنشرتها 10%، فانخفض كيلو الفروج الحي من 7,200 إلى 6,500 ليرة، والفروج المذبوح من 10 إلى 9 آلاف ليرة، وكيلو الشرحات من 17 إلى 15,300 ليرة.