الحكومة تتحدث عن دعم روسي كبير لقطاع الكهرباء... والشارع السوري يتفاعل بالتهكم
صرّح رئيس مجلس الوزراء السوري "حسين عرنوس"، بأن هنالك ما أسماه "تعاونًا كبيرًا مع الأصدقاء الروس" لتحسين واقع التيار الكهربائي في سوريا.
ونقل وكالات أنباء روسية عن "عرنوس" خلال اجتماعٍ عقده في مبنى محافظة حماة وسط البلد، يوم السبت الماضي، أنه: "التقى عدة وفود روسية، وتم مناقشة رزمة من المشاريع في قطاع الكهرباء ستوضع بالخدمة بشكل متتال".
وأكد رئيس مجلس الوزراء السوري أن هنالك توجهًا روسيًا واضحا على أرض الواقع لتأهيل عدد من المحطات الكهربائية في سوريا، مشيرا إلى أن الخبراء الروس أكدوا أن جميع العاملين في سوريا ضمن القطاع الكهربائي يعملون ضمن ظروف استثنائية ولديهم قدرة كبيرة على التكيف مع العقبات التي تمنع استيراد وصيانة الأعطال الكبيرة التي تحدث في محطات التوليد، حيث تتم صيانة معظمها بجهود وخبرات محلية.
وأوضح "عرنوس" أن سوريا كانت تنتج 9500 ميغا واط قبل الحرب، أما حاليا فلا يتعدى الانتاج الـ 2400 ميغا واط.
وكشف رئيس مجلس الوزراء السوري عن أن الأمور تتجه نحو التحسن في سوريا، وفي جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مؤكدًا أن هذا الأمر سوف ينعكس بشكل واضح وإيجابي على أرض الواقع خلال الفترة القادمة.
الشارع السوري ينقسم بين متهكمٍ وممتعض:
أصبحت الوعود البراقة المتعلقة بتحسين قطاع الكهرباء في سوريا محط سخريةٍ وامتعاض من قبل الناس والخبراء الاقتصاديين، حتى المقربين للحكومة منهم.
ذلك أن هذا الحديث يتكرر بأشكال مختلفة كل عام، لدرجة أن البعض أصبح يعلق على هكذا تصريحات قائلًا: "عندما نسمع وعود بتحسين واقع الكهرباء أصبحنا لا نأمل بتحقيق هذه الوعود بل نتمنى وندعو ألا يحدث العكس ويسوء الوضع أكثر كما في كل شتاء".
هذا ولدى السوريين تجربة مريرة مع التدخل الروسي في أي قطاع في البلد، إذ يقول البعض "ما حدث بمعامل الأسمدة والفوسفات التي استملها الروس خير دليلٍ على ما يمكن انتظاره من تدخلهم في قطاع الكهرباء".
هذا وتعاني روسا بدورها من مشاكلها الاقتصادية الخاصة، وهي مقبلة على بوادر حرب مع أوكرانيا قد تتحول إلى كابوس اقتصادي بالنسبة للمنطقة، لذا فمن المستبعد أن تكون مستعدة لدفع مليارات الدولارات لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء في سوريا بلا مقابل.
انقطاع الكهرباء يصبح كابوسًا لأصحاب المهن الحرفية:
يتسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل في محافظة اللاذقية وريفها بخسائر فادحة لأصحاب المهن الحرفية تفوق المليون ونصف المليون شهرياً.
ويقول "فادي" صاحب ورشة نجارة وألمنيوم في لقاءٍ له مع "تلفزيون سوريا"، إن "انقطاع التيار الكهربائي لثماني ساعات متواصلة مقابل ساعة أو أقل وصل تسبب لي بخسارة كبيرة"، مشيراً إلى أن خسارته شهرياً تتراوح ما بين المليون والمليون والنصف ليرة شهرياً.
ويضيف فادي أنه يعمل في بعض الأحيان على المولدة الكهربائية، ولكن سعر لتر البنزين مرتفع جداً ويتراوح ما بين 3500 و4000 ليرة، وبهذا يضطر إلى رفع الأجور على الزبائن فمنهم من يوافق ومنهم من ينتظر التيار الكهربائي.
أما "أبو علي" العامل في مهنة البلاط فلم يكن بأفضل حالاً، مؤكداً أن مهنته كبلاط تحتاج أيضاً إلى آلات كهربائية لاستكمال عملية التبليط لكن وضع الكهرباء في انحدار مستمر.
ولفت "أبو علي" إلى أنه منذ ثلاثة أشهر لم يتسلم ورشة عمل وبهذا أصبحت خسارته فادحة مما أجبره على البحث عن عمل آخر لتغطية حاجيات منزله.