هل يمكن للإنسان أن يحكم على نفسه بالفقر مدى الحياة؟

يشكو كثيرٌ من الناس من عدم كفاية راتبهم، وربما ترى نفسك أو من حولك من الموظفين كيف أنكم تضطرون للاستدانة قبل نهاية الشهر ثم تسددون الدين بالشهر القادم وهذا دواليك...

سيرد البعض: "لكني وعائلتي لن نستطيع العيش بدون الديون؟" هنا سنخبركم أن تتابعوا معنا السطور التالية لنرى سوية عمن نتحدث وهل أنت منهم؟

هل تعيش نمط حياة يناسب راتبك؟

نستطيع أن ندرج المصاريف بشكل بسيط تحت قسمين:
الأول، ضروريات (احتياجات ملحة): كإيجار البيت والفواتير وما يحتاجه الجسم من الغذاء للعيش ومصاريف الدراسة والدواء واللباس وما شابه مما لن تستقيم حياتك بدونه.

 والثاني هو الرغبات: يمكنك العيش بدونها كالأكل في المطاعم والمقاهي، والسفر، وشراء أكثر مما تحتاج من اللباس والطعام، والالكترونيات غير الضرورية وما شابه مما لو استغنيت عنه فلن يضرك أبدا.

بعد النظر لهذا نرى أن الكثير يصرف ماله على الرغبات بشكل أكبر من الضروريات.

لماذا؟ بسبب ما سماه "ثوريستين فيلن" بـ "الاستهلاك التفاخري"، أو مجرد حب الاستهلاك كما يمكن القول.

كيف يمكن أن يحكم الإنسان على نفس بالفقر؟

حينما تشتري ما يزيد عن حاجتك من الرغبات فأنت تفني راتبك ولا يتبقى منه شيء لتضعه في مكان كان الممكن أن يكون استثمارا يعود عليك بعائد مستقبلي.

هذا العائد المحتمل يسمى تكلفة الفرصة البديلة بالاقتصاد، أي أن تكلفة شرائك لجوال بعشرة آلاف ليرة هي ليست عشرة آلاف فقط بل عشرة آلاف زائد ألف ليرة ربح محتمل كنت قد تكسبه من استثمار آخر.

دعنا نخبرك بما هو أسوأ من ذلك... إنها مشكلة استسهال الاقتراض.

العالم كله الآن قائم على الاستهلاك لأنه يريد مالك ولأجل ذلك يريد تسهيل الاستهلاك عليك حتى لو أضرك ذلك.

فالبنك دائما ما يعلن لك بقوله نحن بظهرك، اشتري كما تحب وسدد فيما بعد. والشركات تصرف الملايين لتقنعك بحاجتك لمنتجها، ثم تأتي العروض لتبدأ بالتفكير بوجوب شراء المنتج لتشعر أنك اغتنمت الفرصة حتى ولو لم تكن بحاجته.

وهكذا تجد نفسك غارقًا بالديون لتشتري ما لست بحاجته ثم يصبح ذلك الدين جزءا أساسيا من مصاريفك ليحرمك من الضروريات على حساب السداد. وبذلك تُلغى أي فكرة توفير أو استقطاع لاستثمار لأنك في مرحلة السالب بعد.

لننظر قليلًا إلى من نجحوا بجمع الثروة... كيف يعاملون أموالهم؟

حسب الإحصائيات فإن أصحاب المليارات لا يصرفون كما تعتقد، فالذين يركبون سيارة موديل السنة يشكلون ثلاثة وعشرين بالمائة فقط من مليونيرات أمريكا. وسبعة وثلاثون منهم يركبون سيارات مستعملة.

لعلنا إذن نستنتج أن هذه هي العقلية التي تأخذك لباب الثراء، فهم لا يشترون إلا ما يحتاجونه لأنهم عرفوا قيمة المال. أما أولادهم فلإنهم لم يعرفوا قيمته فإن سبعين بالمائة من العائلات الغنية تخسر ثروتها على يد الجيل الأول.

بعد قراءة هذا المقال دعنا نقترح عليك طريقة لإدارة المال:

هناك قاعدة مشهورة في هذا المجال وهي تقترح تقسيم المال ثلاثة أقسام، تسمى قاعدة 50 – 30 – 20 لتقسيم الراتب.

  1. 50 بالمائة للنفقات الأساسية.
  2. 30 بالمائة للكماليات.
  3. 20 بالمائة للاستثمار.

ولعلنا نتناول طرق الإدارية المالية في مقالة منفصلة إن أحببتم.