عجز وتأخر في تأمين مخصصات المازوت للسوريين رغم تواجده بوفرة في السوق الموازية
أكد العديد من الأهالي في سوريا، أنهم حتى اليوم لم يحصلوا على مخصصاتهم المتواضعة من المازوت (50 لترًا)، فلم تصلهم الرسائل من "محروقات"، وهو ما يضطر القادرين مالياً منهم إلى شراء المازوت من السوق السوداء بسعر ما بين 2500 – 2700 ليرة.
وكشف البعض أيضًا أن المازوت الحر صار متوافراً اليوم بكثرة وبأسعار معقولة، فاللتر لم يعد بـ 3500 ليرة، وإنما بسقف لا يتجاوز 2700 نتيجة الوفرة، في الوقت الذي يغيب فيه من المصادر النظامية.
وعزا بعضهم ذلك، إلى التنافس بين أصحاب وسائقي السيارات الذين يشترون اللتر بـ 1700 ليرة من خارج مخصصات البطاقة الالكترونية، ويبيعونه ما بين 2500 ـ 2700 ليرة بحسب المنطقة.
على حين ذكر آخرون أنهم يحصلون على غالونات المازوت من بعض سائقي السرافيس أيضاً، الذين يبيعون الغالون سعة 20 لتراً، بـ 50 ألف ليرة، وبعضهم يبيعه بـ 40 ألفاً.
فيما اعتبر البعض أن تواجد المادة بهذه الوفرة في السوق قد يكون دلالةً على فساد يتجاوز الحالات الفردية إلى المستويات العليا.
إذا كان المقتدرون يشترون المازوت من السوق السوداء... ماذا يفعل البقية؟
أما غير القادرين مادياً، وهم السواد الأعظم من المواطنين، فأكد العديد منهم أنهم يلجؤون إلى مصادر تدفئة بديلة، كالخشب والبلاستيك والورق، وأغصان الأشجار، وكل ما يمكن جمعه من الطرقات وحاويات القمامة، وذكر بعضهم أنهم يشعلون حتى الأحذية العتيقة في المدافئ، وفي صفائح "التنك" التي جعلوها كالمناقل، حسبما نقلت صحيفة "الوطن".
وأجمع المواطنون على اعتقادهم بأن مخصصاتهم من المازوت لهذا العام، ستضيع كما ضاعت مخصصات العام الماضي؛ وقال بعضهم: "حتى اليوم وقد شارف العام على نهايته ولم نحصل على الـ 50 لتراً، التي وعدنا بها، فمتى سنحصل عليها إذاً؟"
ما هو موقف الحكومة هنا؟
رداً على أسئلة طرحتها صحيفة محلية، حول معاناة الناس من التأخر بتوزيع مازوت التدفئة على مستوى المحافظة، بيَّنَ عضو في اللجنة المركزية للمحروقات، أن ثمة تحسناً في توزيع مازوت التدفئة للمواطنين بمختلف المناطق، من خلال زيادة عدد طلبات المازوت الموردة يومياً لحماة.
وأوضح أن عدد الطلبات زاد من 24 طلباً باليوم ولكل القطاعات إلى 27 طلباً خلال الأسبوع الماضي، وإلى 30 طلباً حالياً منها للتدفئة ما يسهم برفع معدل التوزيع بكل المناطق. ولفت إلى أن نسبة التوزيع لتاريخه تجاوزت الـ 50 بالمائة.
فيما بيَّنَ مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة "رياض زيود"، أن دوريات الرقابة ضبطت مؤخراً عدة صهاريج توزيع مازوت تتلاعب بأرقام العدادات، وتركب خرطومين على العداد، وأخرى تتقاضى أجرة تعبئة زائدة. وأضاف: "كما تم ضبط محطة كانت تتلاعب بنحو 4400 لتر من المازوت الزراعي، ومحطتين بمخالفة توزيع المازوت المدعوم بنحو 3547 لتراً."
وبيّن أن الضبوط بحق المخالفين نظمت وفق المرسوم 8 للعام 2021، واتخذت بحقهم الإجراءات القانونية والعقوبات المشددة.
لكن وبعيدًا عن التصريحات والتبريرات، يبقى الواقع الوحيد هو تأكيدات الناس أنهم لم يحصلوا حتى على مخصصاتهم المتواضعة من المحروقات، وفقدوا الأمل بالفعل من أنهم قد يحصلون عليها.